Powered By Blogger

الخميس، 11 أبريل 2024

 

   سوف تبقَى هـذه الليلةَ عندي *   

أحمد محمود السلامي

   عصر يوم الخميس 7 فبراير 2013م  كنا في حفل زواج ( مقيل ) نجل الصديق المصور ناصر اسماعيل الشاب الخلوق (اصيل) الذي هو احد احفاد الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ( خال امه ) وقد  كان الحفل بهيجاً ومرتباً  ومجهزاً بشكل جيد ملفت للنظر في قاعة عدن مول بكريتر . وبعد ان تمت زفة العريس بالأغاني والزغاريد والرقص والبخور وكانت الساعة حوالي الرابعة عصراً .. بعد هذا سادت لحظات هدوء تبادل فيه معظم الحاضرين الابتسامات وإماءات الفرح استعداداً لسماع الوصلات  الغنائية والاستمتاع بها  .

   في هذه اللحظات شاهدنا بعض من المقربين لأهل العرس يهرعون الى السلم من بينهم هاشم ابن المرشدي  وانتشر خبر مفاده ان المرشدي  حضر الى مدخل القاعة وصعد ثلاث درجات فقط و أصيب بأعياء شديد وقيء  وكاد ان يسقط  على الدرج لكن ابنه الذي كان مرافقاً له وبعض الموجودين اسندوه وقعدوه على كرسي  كي يرتاح ومن ثم تم نقله الى مستشفى البريهي لكنه فارق الحياة قبل وصوله . بعد حوالي 30 دقيقة وصلنا الخبر المحزن و كان بجانبي صديقي الفنان الاديب المبدع عصام خليدي المحب والعاشق للمرشدي فناناً وانسانا وقد رايته وهو يفرك كفيه تارة ويشبك أصابعه تارة اخرى والدموع تترقرق في عينيه ويغمره حزن واسى عميقين .. على جانبي الايسر كان يجلس صديقنا الكاتب الصحفي نجيب مقبل نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر وكان منهمك بكتابة مقال عن هذه الفاجعة .

   فيما انشغل الاعلامي المخضرم زميلي صلاح بن جوهر والذي كان جالساً أمامي بإجراء  الاتصالات بالتلفزيون وارسال الرسائل SMS  الى اصدقائه في الداخل والخارج .. أما الشاعر علي حيمد الذي كان حاضراً معنا  فبقي صامتا يوزع نظراته هنا وهناك وكأنه يقول ماذا بعد !! . الكثيرون من الحاضرين من كبار السن غادروا القاعة ولم يبقى فيها إلا  مجموعة من الشباب من اهل واصدقاء العريس الذين أصروا مواصلة الغناء والاستمتاع . تبادلنا اطراف الحديث الذي تركز حول موعد التشييع والدفن وقد توقعنا كلنا بانه سيكون في اليوم التالي بعد صلاة الجمعة في مراسيم رسمية  تليق بمكانة والاهمية الكبيرة التي يحظى بها المرشدي .  وتوقعنا أن يحضر على الاقل رئيس الوزراء .. وبينما نحن مسترسلين في التوقعات والتخمينات صدمنا بخبر  مفاده  أن إجراءات الدفن ستتم بعد صلاة العشاء مباشرة .. انتفضنا من مجلسنا وغادرنا  مسرعين تشتت اتجاهاتنا وتعذرت بسبب هول  الفاجعة وزحمة الطريق وكان احد الموجودين معنا اسوء حظاً فقد تبع بالخطأ موكب جنازة الى مقبرة ابو حربة في منطقة الحسوة وعند وصوله اكتشف انها ليست جنازة المرشدي فيتجه  مسرعاً هو وناصر اسماعيل بعد اجراء اتصال  الى  مقبرة المنصورة حيث دفن المرشدي . التشييع كان متواضعا جدا لا يليق ابدا بقامة وطنية وفنية كبرى مثل محمد مرشد ناجي .. فلم يحضر أحد من المسؤولين في المحافظة بشكل عام ولا من الشخصيات الوطنية والاجتماعية التي تمتلئ بهم منتديات عدن تشدقا وكذبا . قال لي احد الحاضرين انه عند الرجوع من تشييع جثمان الشاعر الغنائي أحمد بومهدي  الى مثواه الاخير والتي تمت سريعا  في 12 أغسطس 1997م وكان المرشدي في مقدمة المشيعين علق المرشدي مازحاً : ( شوفوا ياعيالي انا لما اموت خلونا ثلاث ايام لا تدفنونا لمن تتأكدوا أننا مت من صدق هااااا  يمكن اكون مدوخ تقوموا تدفنونا وانا  حي ، زي صلاح قابيل**) .

ــــــــــــ

*   العنوان مأخوذ من اغنية (لقاء) للفنان الكبير المرشدي ، كلمات الشاعر محمد     سعيد جرادة .

**  صلاح قابيل ممثل مصري عقب وفاته انتشرت شائعات قوية تؤكد أنه دفن حياً ووجد على باب مقبرته بعدما توفي بشكل مفاجئ في 3 ديسمبر عام 1992 بأحد مستشفيات القاهرة، نتيجة ارتفاع في ضغط الدم أدى لنزيف بالمخ .

الأربعاء، 3 أبريل 2024

إذاعة الشعب المحلية من عدن

أحمد محمود السلّامي

صورة من معرض المعارض


انطلقت عام 1973م كإذاعة داخلية موسمية من داخل كشك خشبي في ساحة معرض المعارض الذي كان يُنظّم كل عام في عدن ، تحديداً في ساحة مدرسة  اكتوبر للبنين المعلا كبسة وتعرض فيه المنتجات الزراعية والسمكية والصناعات المختلفة . في بداية كانت تبث داخلياً الاناشيد والموسيقى الحماسية المحفزة للنشاط والمقابلات مع الوفود المشاركة من المحافظات الست ومع زوار المعرض ، وأخبار عن النشاطات الفنية الحفلات التي تقام مساء كل يوم على خشبة مسرح المعرض التي اقيمت خصيصاً لهذا الغرض ، وقد تحمل ادارتها الاذاعي الكبير رئيس قسم المنوعات في إذاعة عدن عبدالقادر سعيد هادي أمهوب ، الذي عمل على تطويرها حتى وصل بثها الى المنازل في عدن والمناطق القريبة منها ، كان ذلك بمعية المهندسين من اذاعة عدن ، رجب عبدالقادر ، عبدالله عبدالغفور ، محمود عيسى و رفيق محمد احمد ، وبعد بناء استديو صغير وتجهيزه وغرف هندسية وادارية ، قام هذا الطاقم بتركيب جهاز بث إذاعي نوع " كولنيس " تقريبا بقوة واحد كيلو وات تبرعت به الدائرة السياسية في القوات المسلحة وقد استمرت هذه الاذاعة الموسمية تعمل الى تم إيقاف اقامة معرض المعارض عام 1978م وتوقفت معه الاذاعة ، لكنها ما لبثت أن عادت في نفس العام باسم جديد وهدف جديد  (إذاعة الشعب المحلية ) كانت تتبع منظمة الحزب الاشتراكي بعدن اسوة ببقية المحافظات التي أنشئت فيها اذاعات محلية مجتمعية مثل اذاعة المكلا 1967م ، اذاعة لحج 1971م ، اذاعة ابين 1973م و اذاعة سيئون . كان هدف الاذاعة المحلية هو الارتباط والتواصل مع أفراد المجتمع من خلال بثها الصباحي اليومي ثلاث ساعات الذي يبدأ مباشرة بعد انتهاء الفترة الصباحية لإذاعة عدن الساعة التاسعة صباحاً .

استطاعت إذاعة الشعب المحلية أن تكسب اهتمام جمهور كبير من المستمعين والمتابعين من خلال برامجها التي تلامس قضايا المجتمع والاسرة والطفل خاصة وأنها كانت تمتلك هامش من الحرية في الأداء وعدم الرقابة الشديدة عليها بعكس اذاعة عدن الرسمية والتلفزيون التي كان يجري فيها حساب قاسي حتى ولو كان الفعل غير مقصود ، باعتبارها اجهزة إعلام رسمية للدولة .

من الكوادر التي التحقت بإذاعة الشعب المحلية بعدن : محمد يسلم البرعي ، أحمد عبدالملك ، آسيا ثابت شرف احمد رمضان ، فتحية بيضاني ، اقبال احمد ، افراح عبدالقادر ، جمال عبدالمجيد ، وفاء عبدالوارث ، منيرة شمسان . انتقل معظمهم للعمل في اذاعة عدن مبكراً والبقية تم الحاقهم بإذاعة البرنامج الثاني بعدن عام 1990م فيما الحقت كل الاذاعات المحلية في المحافظات بالمؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون ومقرها صنعاء .

 

 

الخميس، 10 سبتمبر 2020

10 سبتمبر .. تاريخ محفور في ذاكرة عدن .

بقلم / أحمد محمود السلامي 

 



 

كل عام وفي مثل هذا التاريخ (10 سبتمبر) نحتفل في قلوبنا بعيد العِلم ، بعد ان كنا نحتفل به في عدن بشكل رسمي ويتم فيه تكريم اوائل الطلاب في مختلف المراحل التعليمية والتخصصات في الداخل والخارج ، ويكرم فيه المعلمين المبرزين والمشتغلين في البحث العلمي والكتاب والشعراء .

كان يوم عرس وطني بهيج في عدن والجنوب بشكل عام . ورغم أن التكريم كان يقتصر بمنح ميدالية وساعة يد يابانية ماركة (سايكو) إلا أن القيمة المعنوية كانت كبيرة ، مشهد التكريم والطلوع الى المنصة ومصافحة رئيس الدولة وسط تصفيق مئات الحاضرين كان مشهداً مهيباً ولحظة فارقة في حياة كل المتفوقين ، الأمر الذي كان يمهد إلى دخول حياة علمية وعملية أكثر نضجًا وتأهيلًا وإشراقاً .

اليوم تمتلكنا الحسرة والعبرات تملأُ حناجِرنا ، عندما نتذكر بالقليل من الكلام تلك المناسبة العظيمة والعزيزة على قلوبنا جميعاً  ، وتعجزُ اقلامنا عن الكِتابةِ في حضرةِ ذلك التاريخ المحفور في ذاكرة مدينة عدن وعلى جدار قلوبنا من البطين الى رأس الفؤاد .. في ظل الانحسار والتراجع الكبير الذي تعيشه المدينة  في كل شيء ولاسيما التعليم الذي انحسرت قواه واضمحلت قيمة بمساهمة الجميع , وكأن العِلم اصبحَ عدواً  لنا نخشى منه مستقبلنا .

املنا الوحيد في هذه المدينة المكلومة هو عودة التعليم والأمن والاستقرار ونتمنى ان يتم ذلك على يد محافظها الشاب الاستاذ / أحمد حامد لملس الذي نكنُ له كل الحب والتقدير والاحترام ، وهو ليس بغريب على عدن فقد ترعرع فيها وقاد ثلاث من اهم واكبر مديريات محافظ عدن (الشيخ عثمان ، المنصورة ، خورمكسر) لما يقارب العشرين سنة ، اكتسب خلالها مهارات إدارية وقيادية كبيرة تؤهله لقيادة عدن وإخراجها من وضعها المزري الذي لا يسر احداً .. لكن تحقيق ذلك سيكون مستحيلاً اذا لم نقف الى جانبه كلنا ونؤازره بصدق واخلاص حتى تتعافى وتشفى عدن مما حل بها من كوارث ، وهنا أجدها فرصة أدعو فيها كافة الاطياف والمكونات السياسية والمجتمعية والشخصيات الاعتبارية والشباب ووسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي ، ادعوهم لمساندة المحافظ لملس  ـ او اصمتوا ودعوه يعمل ـ ، لان وجوده على رأس السلطة في رأيي يعتبر أخر فرصة لعدن للخروج من عنق الزجاجة .

 ادعو الله العلي القدير ان يوفقه في مهامه الجسام ويحفظه من كل شر ومكروه ..وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد العِلم .

 

الثلاثاء، 12 مايو 2020

الموت بالكورجة.. بقلم/ أحمد محمود السلّامي / الاثنين 12 مايو 2020م

  

الموت بالكورجة 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بقلم/ أحمد محمود السلّامي / الاثنين 12 مايو 2020م

المباراة العالمية الأخيرة بين الكورونا وبين البشر ستكون في اليمن ! سيُهزم فيها الكورونا بصعوبة ولكن بعد أن يقضي على الملايين من الناس . سيكون الوباء اشد فتكاً بسكان عدن إن لم يتم تدارك الامر من الان ، تسليم الحجر الصحي لمنظمات دولية لا يكفي .. فرض حظر التجوال الجزئي ايضأ لا يكفي ! فرض حظر التجوال الكامل لمدة اسبوعين معناه : موت الناس من الجوع والعطش والأمراض الاخرى في ظل شحة المياه والكهرباء والتطبيب والعوز الجماعي .. الوضع الصحي في عدن كارثي بكل المقاييس ! ليس من اليوم ولكن منذ عدة سنوات تفاقم جداً في الخمس السنوات الاخيرة بسبب المناكفات السياسية واعمال البلطجة والفساد والسرقة والنهب ، والشعب المُسْتَهْتِر الذي يستخف بكل شيء ، يتأرجَح حلمهُ بين تحقيق جمهورية افلاطون وبين العيش في مدينة الفارابي الفاضلة التي لن تتحقق بهذا الشكل .
كل ما يجري الان في عدن من اعمال رش وحظر تجوال وغيرها هي اعمال فاشلة لأنها تنفذ فقط من اجل صرف الملايين ليس إلا ، ولم تنفذ وفق خطة علمية مدروسة مُحكمة الجوانب تشرف عليها جهة واحدة .. للأسف الحكومة غائبة والمجلس الانتقالي يخبط من هنا وهناك و السلطة المحلية تتخبط مش عرافة كيف تعمل مادام الدنيا عادها بخير . لكن عندما تستفحل الكارثة ويقع الفأس في الرأس سيهرب المعرقلون وما ملكت أيمانهم والفاسدون وقادة الغفلة والبلاطجة ، سيهربون الى قراهم في اعالي الجبال والبعض الاخر الى برالصومال وجيبوتي حاملين معهم ما خفّ وزنه وغلا ثمنه من قوت الشعب . 
طيب ما هو الحل ؟ اولاً يجب ان نعترف ونقتنع اننا امام جائحة مميته ووباء قاتل ، سمه ما شئت .. كورونا ،طاعون رئوي ، مكرفس (شيكونجونياChikungunya) ، ملاريا ، حمى الضنك ، حمى افريقية .. المهم نقتنع باننا هدف سهل لوباء قاتل لا يفرق بين غني وفقير ولا يعرف ان هذا شيخ وهذا من منطقة كذا او قائد كذا وهذا اكاديمي وهذا خبّاز وهذا مهندس وهذا جنوبي وذاك شمالي ، فيروس يصل عن الجهاز التنفسي ليدمره ويعاود الانتشار .
ثانياً لابد من تعليق كل الانشطة والمشاريع السياسية وشغل الضَرَائر والالتفات الى المصلحة العامة والتراجع عن اي تصريحات او قرارات سابقة .. حياة المواطن هي الاهم ، الوباء لن ينتظر لما تنتهي الحرب وتقام الدولة الاتحادية او لما تستعاد دولة الجنوب ، او ينتظر لما تقام دولة الخلافة الاسلامية من السند الى الاندلس .. سيفتك بالجميع اليوم او غداً .
ثالثاً  تشكيل حكومة مصغرة ذات كفاءة عالية والسماح لها بممارسة مهامها من عدن بكل سهولة ويسر للإشراف على اجراءات مكافحة الوباء والتخاطب مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الاخرى ونشر الوعي المجتمعي وتوفير الخدمات اللازمة وخلق وضع بيئي مناسب يحد من انتشار الأوبئة ، كما ان على  تلك الحكومة دفع رواتب المدنيين والعسكريين بانتظام وتوفير المواد الغذائية للناس ومراقبة الاسعار في كل المحافظات المحررة . هنا فقط الناس ستتجاوب بشكل ايجابي كبيرة غير مسبوق مع كل الاجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه وهذا التجاوب هو مقياس النجاح الحقيقي لكل عمل منظم وصادق ، لنأخذ العبرة من الشعب الصيني الذي تجاوب سريعا مع الاجراءات الحكومية وطبقها بحذافيرها خاصة في مدينة ووهان مصدر فيروس كورونا المستجد والتي طبق عليها الحظر الكامل طيلة اربعة اشهر، وهناك بلدان عربية مثل الاردن ومصر والسعودية قامت بتطبيق اجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء .
ربما يكون مقالي هذا هو الاخير الذي اكتبه لكم في ظل الظروف الخطيرة التي نمر بها في مدينة عدن المنكوبة ، فانا حالي كحال اي مواطن بسيط يعيش في وضع عام قابل لانتشار اي وباء .. صبرنا وصمدنا امام كل شيء - الحرب ، انقطاع الكهرباء ، انعدام المياه ، انقطاع الرواتب ، ارتفاع الاسعار ، الفساد والبلطجة والنهب والسلب ، انعدام الاخلاق والقيمة الحميدة - لكن يبدو ان معظمنا لن يصمد امام هذا الوباء ان لم تكن هناك صحوة مجتمعية جبارة لمواجهته .. انا اشك ان يتم ذلك !
 ــــــــــــــــ


* الْكَوْرَجَةَ : كمية يزيد عددها عن عشرين ، وكانت هذه الكلمة تستخدم في اسواق عدن زمان لبيع قطع القماش المتنوعة بالجُمْلَة .
                 

الموت بالكورجة 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بقلم/ أحمد محمود السلّامي / الاثنين 12 مايو 2020م

المباراة العالمية الأخيرة بين الكورونا وبين البشر ستكون في اليمن ! سيُهزم فيها الكورونا بصعوبة ولكن بعد أن يقضي على الملايين من الناس . سيكون الوباء اشد فتكاً بسكان عدن إن لم يتم تدارك الامر من الان ، تسليم الحجر الصحي لمنظمات دولية لا يكفي .. فرض حظر التجوال الجزئي ايضأ لا يكفي ! فرض حظر التجوال الكامل لمدة اسبوعين معناه : موت الناس من الجوع والعطش والأمراض الاخرى في ظل شحة المياه والكهرباء والتطبيب والعوز الجماعي .. الوضع الصحي في عدن كارثي بكل المقاييس ! ليس من اليوم ولكن منذ عدة سنوات تفاقم جداً في الخمس السنوات الاخيرة بسبب المناكفات السياسية واعمال البلطجة والفساد والسرقة والنهب ، والشعب المُسْتَهْتِر الذي يستخف بكل شيء ، يتأرجَح حلمهُ بين تحقيق جمهورية افلاطون وبين العيش في مدينة الفارابي الفاضلة التي لن تتحقق بهذا الشكل .
كل ما يجري الان في عدن من اعمال رش وحظر تجوال وغيرها هي اعمال فاشلة لأنها تنفذ فقط من اجل صرف الملايين ليس إلا ، ولم تنفذ وفق خطة علمية مدروسة مُحكمة الجوانب تشرف عليها جهة واحدة .. للأسف الحكومة غائبة والمجلس الانتقالي يخبط من هنا وهناك و السلطة المحلية تتخبط مش عرافة كيف تعمل مادام الدنيا عادها بخير . لكن عندما تستفحل الكارثة ويقع الفأس في الرأس سيهرب المعرقلون وما ملكت أيمانهم والفاسدون وقادة الغفلة والبلاطجة ، سيهربون الى قراهم في اعالي الجبال والبعض الاخر الى برالصومال وجيبوتي حاملين معهم ما خفّ وزنه وغلا ثمنه من قوت الشعب . 
طيب ما هو الحل ؟ اولاً يجب ان نعترف ونقتنع اننا امام جائحة مميته ووباء قاتل ، سمه ما شئت .. كورونا ،طاعون رئوي ، مكرفس (شيكونجونيا Chikungunya) ، ملاريا ، حمى الضنك ، حمى افريقية .. المهم نقتنع باننا هدف سهل لوباء قاتل لا يفرق بين غني وفقير ولا يعرف ان هذا شيخ وهذا من منطقة كذا او قائد كذا وهذا اكاديمي وهذا خبّاز وهذا مهندس وهذا جنوبي وذاك شمالي ، فيروس يصل عن الجهاز التنفسي ليدمره ويعاود الانتشار .
ثانياً لابد من تعليق كل الانشطة والمشاريع السياسية وشغل الضَرَائر والالتفات الى المصلحة العامة والتراجع عن اي تصريحات او قرارات سابقة .. حياة المواطن هي الاهم ، الوباء لن ينتظر لما تنتهي الحرب وتقام الدولة الاتحادية او لما تستعاد دولة الجنوب ، او ينتظر لما تقام دولة الخلافة الاسلامية من السند الى الاندلس .. سيفتك بالجميع اليوم او غداً .
ثالثاً  تشكيل حكومة مصغرة ذات كفاءة عالية والسماح لها بممارسة مهامها من عدن بكل سهولة ويسر للإشراف على اجراءات مكافحة الوباء والتخاطب مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الاخرى ونشر الوعي المجتمعي وتوفير الخدمات اللازمة وخلق وضع بيئي مناسب يحد من انتشار الأوبئة ، كما ان على  تلك الحكومة دفع رواتب المدنيين والعسكريين بانتظام وتوفير المواد الغذائية للناس ومراقبة الاسعار في كل المحافظات المحررة . هنا فقط الناس ستتجاوب بشكل ايجابي كبيرة غير مسبوق مع كل الاجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه وهذا التجاوب هو مقياس النجاح الحقيقي لكل عمل منظم وصادق ، لنأخذ العبرة من الشعب الصيني الذي تجاوب سريعا مع الاجراءات الحكومية وطبقها بحذافيرها خاصة في مدينة ووهان مصدر فيروس كورونا المستجد والتي طبق عليها الحظر الكامل طيلة اربعة اشهر، وهناك بلدان عربية مثل الاردن ومصر والسعودية قامت بتطبيق اجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء .
ربما يكون مقالي هذا هو الاخير الذي اكتبه لكم في ظل الظروف الخطيرة التي نمر بها في مدينة عدن المنكوبة ، فانا حالي كحال اي مواطن بسيط يعيش في وضع عام قابل لانتشار اي وباء .. صبرنا وصمدنا امام كل شيء - الحرب ، انقطاع الكهرباء ، انعدام المياه ، انقطاع الرواتب ، ارتفاع الاسعار ، الفساد والبلطجة والنهب والسلب ، انعدام الاخلاق والقيمة الحميدة - لكن يبدو ان معظمنا لن يصمد امام هذا الوباء ان لم تكن هناك صحوة مجتمعية جبارة لمواجهته .. انا اشك ان يتم ذلك !
 ــــــــــــــــ

* الْكَوْرَجَةَ : كمية يزيد عددها عن عشرين ، وكانت هذه الكلمة تستخدم في اسواق عدن زمان لبيع قطع القماش المتنوعة بالجُمْلَة .

السبت، 18 مايو 2019



  الفرقة الموسيقية للإذاعة والتلفزيون.  

   أحمد محمود السلّامي  




 اشرف على تشكيلها عام 1965م الفنانان الراحلان الأمير محسن بن احمد مهدي العبدلي و احمد بن احمد قاسم .. بقيادة عازف الكمان علي فقيه ، وضمت في عضويتها العازفين :
 أنور احمد قاسم .. عازف كمان .
 نديم عوض     .. عازف كمان .
 صلاح ناصر كرد .. عازف كمان .
 سعودي احمد صالح  .. عازف كمان .
 عمر غابة        .. عازف كمان .
 سالم عبدالله سالم .. عازف كمان .
 حسين فقيه      .. عازف كمان .
احمد سجل     .. عازف كمان .
وديع هائل  .. عازف عود
فضل ميزر .. عازف إيقاع
عبدالله عوض المسلمي .. عازف دف
 والفنانين: عبد الكريم توفيق ،ابوبكر سكاريب ، أسمهان عبدالعزيز ، رجاء باسودان ، صباح منصر ، نادية عبدالله ، وخالد السعدي ، عيدروس عطروش ، احمد العرجي .
قامت الفرقة بإحياء العديد من السهرات الغنائية في تلفزيون عدن وسجلت لإذاعة عدن مجموعة كبيرة من الأغاني للفنانين المحليين ، سجلت أيضا عدد من المقطوعات الموسيقية المحلية التي ظلت لوقت طويل  تستخدم
 كفواصل في برامج الإذاعة والتلفزيون .
في يوليو 1966م خسرت الفرقة اثنين من أهم عازفيها وهما صلاح ناصر كرد وعلي فقيه توفيا  في (حادثة الكود) الشهيرة اثر انقلاب شاحنة جيش الاتحاد في منحنى الكود في ابين ، التي كانت تقل الفرقة إلى معسكر الكتيبة الخامسة منطقة باجدار لإحياء حفل فني هناك .
بعد الاستقلال تفككت الفرقة وانضم معظم أفرادها إلى فرق أخرى مثل الفرقة العربية الموسيقية والفرقة الموسيقية الحديثة .
في نهاية سبعينيات تم من جديد تشكيل فرقة موسيقية للإذاعة والتلفزيون بقيادة الفنان احمد تكرير ، غالبية أعضائها من الشباب والدماء الجديدة وكانت اكبر عدداً من الفرقة السابقة وزودت بآلات موسيقية متكاملة بما فيها آلة الاورج الضخمة .. لكنها ما لبثت أن تفككت هي الأخرى في مطلع ثمانينات القرن الماضي .