عدن الغد الأحد 28 فبراير 2016م
أوقفوا .. قرع طبول الحرب الأهلية !
أحمد محمود السلّامي
غياب السلطة الشرعية أو شرعية السلطة فتح
الباب على مصراعيه أمام العابثين بحياة المواطن
المطحون والذي يتوق دائماً إلى العيش في بيئة نظيفة تتوفر فيها الخدمات الآمنة بعيداً
عن الفوضى وعنجهية السلاح والبلطجة وانتهاك القيم النبيلة .
سكوت رئيس الدولة ونائبه والوزراء على هذا الأمر الخطير دليل واضح على فشلهم في قيادة
البلد أو انهُ شَيْءٌ مخطط لهُ ـ وهذا ما نخشاه ـ حتى نصل إلى الحضيض أو إلى اقتتال
أهلي بين الفصائل أو السرايا المسلحة المختلفة
، التي تتستّر الأن بشعارات مخملية سوف تدوس عليها بجنازير مدرعاتها إذا ما قامت الحرب
.
الخطأ الأكبر هو اختزال شرعية الدولة في
شخصي الرئيس ونائبه فقط ، أما الحكومة فهي بالتأكيد غير شرعية لعدة أسباب أهمها : عدم
مزاولة معظم الوزراء لمهامهم حتى الان ! بل هم وزراء للسياحة والاستجمام كما يسميهم
عامة الشعب بسخرية ! الحكومة اُدخِلت عليها تعديلات بنسبة تفوق النسبة القانونية لبقاء
أي حكومة شرعية . الحوثيون يسيّرون معظم أعمال الحكومة من صنعاء بدرجة رئيسية المالية
والبنك ! في الوقت الذي الشرعية منشغلة بإصدار
مصفوفات قرارات الترضية بمناصب غير واقعية وغير مطلوبة إطلاقاً ، وهي لا
تستطيع توفير مقومات الأمن والسكينة في المحافظات الجنوبية المقضومة التي تكتظ بالجماعات المسلحة المتأهبة لخوض حرب مواجهة آجلا أم عاجلاً .
ان تأجيل تطبيع الأوضاع في المحافظات
المحررة بالشكل المطلوب إلى ما بعد تحرير صنعاء
و بقية المحافظات الشمالية هو الأخطر على الإطلاق على اعتبار أن الخصم ليس خصماً سهلاً
يمكن أن يقر بهزيمته ببساطة ويسلم كل أسلحته .. حرى بنا أن لا نستهن بقدرته على خلط الأوراق و إشعال الفتن
والعنف في مناطق جديدة هنا وهناك .
في ظل الأداء الرديء للسلطة الشرعية وصراعها
على المكاسب والجاه ستتقارب مناطق التوتر وتتشكل الجماعات المسلحة وتعم فوضى وتقرع
طبول الحرب الأهلية في كل مكان دون استثناء .. حينها سيصعب نزع فتيلها ووقف
اشتعالها . علينا أن نأخذ العبر من تاريخ الآخرين وندرس الأوضاع التي مروا بها والمآسي
التي وصلتّهم إلى مشارف الهاوية والسقوط .. لماذا نحن نُكرر سيناريوهات العراق وأفغانستان
و الصومال ؟ ألا تعي القيادات السياسية والخبراء والحكماء أسباب الحروب في تلك الدول ؟ ألا تعرفون أن قادتها
كانوا جزء من المشكلة وليس جزء من الحل ؟
نداءات كثيرة نوجهها إليكم أيها القادة
.. نستعطفكم أن تتقوا الله فينا ، لقد هرِمنا وضاقَ بنا العيشُ في وطننا .. إن شئتم سنتركه لكم .. احكموه بلا شعب !
الرابط :
http://adenalgd.net/news/194573/#.VtNIpn0rLMw