Powered By Blogger

الخميس، 23 فبراير 2017

عدن تايم / الخميس 23 فبراير 2017م

   اللواء احمد سيف اليافعي .. سقط مغدوراً !   

  أحمد محمود السلامي   



تأثرت كثيراً لمقتل البطل المغوار اللواء احمد سيف المحرمي اليافعي ، صاحب التاريخ العسكري والنضالي الطويل الذي اختتمه بأحرف من دمه الزكي في ميدان الشرف والبطولة .
اللواء المحرمي من القادة العسكريين الذين أعجبت بهم في حياتي ، ولهذا كنت احرص على متابعة أحاديثه ومقابلاته وصوره عبر وسائل الإعلام .. رجلٌ كان يثق في نفسه كثيراً .. يردُ بكل هدوء على الأسئلة دون تشنج أو تصنع او كذب .. كان يمتلك حضور ذهني عالي التركيز خاصة عندما  يتحدث بكلمات قليلة تقنعك برأيه ، وتجعلك  تفكر أكثر وتتساءل .. هل هذا قائد عسكري فذ ، أم سياسي محنك أو انه خبير ضليع في علم النفس ؟! لكنني على يقين بأنه (رحمة الله عليه) كان يجمع بين المجالات الثلاثة من خلال استخدامه للمنطق  العلمي السليم في التعاطي من الأمور الهامة المتعلقة بعمله .. بالإضافة إلى ما سبق ، كان اللواء احمد سيف يمتلك شخصية كاريزميّة جذابة ومتواضعة ، جعلته محبوباً عند كل من يعرفه .
للأسف الشديد إنني التقيته مرة واحدة فقط في نهاية يوليو من العام الماضي خلال فعالية عقدت في قاعة البتراء بخور مكسر ، تصافحنا وتحدثنا قليلاً في أمور عامة وشد على كتفي مرحباً بي في مكتبه او بيته في أي وقت أريد .. مر الوقت وعصفت بنا ظروف الحياة الصعبة في عدن ـ الكهرباء وتوقف الرواتب وانعدمت المحروقات ـ وتبلدت عقولنا عازفة عن التفكير بكل شيء جميل ومفيد .
صباح الأربعاء الْمَشْؤوم تلقيت نبأ استشهاده .. كنتُ في البداية غير مصدق ومنتظر  جهة رسمية تأكد الخبر .. وعندما تأكد الخبر ، كثرت وتضاربت الروايات حول مقتله .. ظللت يومي كله متابعاً للأخبار .. اقرأ بحزن كل ما يصلني من المنشورات والصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
 خرجت باستنتاج مفاده أن الرجل قد غُدِرَ به لامحالة !  وان حكاية الصاروخ الحراري الذي أصاب خيمة المحرمي هي فرضية غير دقيقة البَتَّةَ ، باعتبار إن ما يسمى بالصواريخ الحرارية هي في الواقع مخصصة لضرب الأهداف المتحركة مثل الطائرات والمدرعات والآليات الأخرى حيث يتوجّه بالأشعة تحت الحمراء صوب حرارة محركاتها ، ومنها الصاروخ الروسي "كورنيت" الذي يحمل رأس تفجيري زنة سبعة كيلوجرام تي إن تي .
بحسب رواية الصحفي ياسر اليافعي ـ التي اتفق معها ـ ان " اللواء احمد سيف كان نائماً على الأرض بجانب سيارته وأطقم الحراسة منتشرة بالقرب منه " طبعاً لا يعقل بان قائد محنك مثله ينام كل ليلة في ميدان الحرب داخل خيمة تكون هدف سهل اصطياده .. من المنطقي انه كان ينام في مواقع مفتوحة متغيرة يختارها بنفسه  .. وهذا يسقط فرضية الصاروخ الحراري والخيمة .
من خلال التدقيق في الصور سنرى حجم الحفرة الكبيرة التي أحدثها الانفجار وحجم الدمار الذي لحق بالسيارتين وتهشم أبوابها بسبب الضغط الشديد دون ان تحترق وهذا يدل على أن الانفجار كان شديداً جداً وعلى بعد أكثر من خمسة متر، ويرجح  أن يكون بسبب سقوط صاروخ إيراني متوسط المدى أطلق وفق إحداثيات زمانية ومكانية مضبوطة تحصل عليها الإنقلابيون من مصدر خائن كان يراقب الهدف وغدر به في منامه .
رحم الله فقيدنا الشهيد البطل اللواء احمد سيف المحرمي اليافعي واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء . إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون .
http://aden-tm.net/RDetails.aspx?artid=1644
ــــــــــــــــــــــــــــــ


الثلاثاء، 21 فبراير 2017

       صحيفة عدن الغد / الاربعاء 22 فبراير 2017م                            

     وزارة الإعلام .. وخيال المآته !        

       بقلم : أحمد محمود السلامي                         




خيال المآته ، هي دمية اخترعها الفلاح العربي قبل مئات السنين ، ووضعها وسط الحقول المليئة بالمحاصيل والثمار وتفنن في إلباسها أنواع عديدة من الثياب البالية الرثة المزينة بالقش بغية تخويف الطيور والحيوانات ، لأنها تتمايل يميناً وشمالاً وتجلجل كلما هب الهواء ، وهي وسيلة بدائية متخلفة أسهمت إسهاماً كبيراً في تخلف الإنتاج الزراعي في معظم الدول العربية ، لكن الطيور لا يحلو لها الوقوف إلا على رأس هذه الدمية  الفزّاعة .. كما أن هذا الاسم (خيال المآته) أصبح يطلق على الفاشل في عمله أو واجباته ، أو كما يقول المصريون : خائب الرجاء !
وزارة الإعلام (الشرعية) في بلادنا هي شبيهة بخيال المآته ! لا تهش ولا تنش ، منذ اندلاع الحرب لم تقم بشيء يذكر على الصعيدين الداخلي والخارجي .. وهذا جعل دور الإعلام الشرعي منذ الحرب يساوي (صفر) باعتبار أن كل ما تقدمه القنوات اليمنية الرسمية التي تبث من السعودية لا يرتقي إلى مستوى الرسالة الإعلامية المطلوبة لمواكبة ما يجري في الميدان وعكس حجم المآسي التي يعيشها الشعب اليمني بسبب الحرب العبثية التي فرضها الانقلابيون وأعوانهم ، وهذا لا يعني أن الحوثيين  يقدّمون إعلاماً  أفضل ، لكنهم مسيطرون على وسائل الإعلام الرسمية ـ وكالة الأنباء وأربع قنوات فضائية وإذاعات وصحف ـ  على مرأى ومسمع من خيال المآته الشرعي الذي لم يحرك ساكناً لوقف نشاط وبث تلك الأجهزة بشتى السبل والوسائل بما في ذلك التشويش الالكتروني عن بعد ، والملاحقة على مستوى شركات البث الفضائي العربي لوقف تلك القنوات وقنوات أخرى مشابهة .
مضت سنة ونيف منذ تحرير عدن ولم تستطع وزارة الإعلام خلالها تشغيل إذاعة وتلفزيون عدن من مقرها الرئيسي في التواهي والاستفادة من خبرات كوادرها المجربة في صنع رسالة إعلامية وطنية ذات مهنية حيدة ، وفي كل مرة تُشكل لجان فنية تجتهد وتتعب في إعداد تقارير مفصلة وشافية عن جاهزية المرفقين للعمل .. لكن لا احد يدري إلى اين تذهب تلك التقارير ، وما المقصود منها ، او كيف تسوق لقيادة الشرعية ودولة الخليج ! للاسف الوزارة حالياً منشغلة بإجراءات مركزة موازنة القطاعات الإعلامية بيد الوزير وترتيب أوضاع شلة الوكلاء الجدد وبعض المقربين ، تاركة غيرها  يَسرح ويَمرح في الساحة الإعلامية .
الوزير القوي والصنديد هو الذي يحمل مشروعاً وطنياً متكاملاً ويدافع عنه ، وهو الذي يصنع القرارات ويدافع عنها في اجتماعات مجلس الوزراء لتحريك المياه الراكدة من اجل تفعيل العمل وتنشيط أدواته ومرافقه .. يجب أن لا ينتظر حتى تأتيه التعليمات من رأس الهرم أو خارجه .
نحن ندرك أن هناك صعوبات جمة تواجه كل الوزارات وتعيق نشاطها وتحركات قيادتها ، لكن علينا أن لا نبالغ بحجم تلك الصعوبات ونجعلها شماعة نعلق عليها أسباب فشلنا وأخطائنا متى ما نريد .

في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية نرى في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن بعض الوزارات تشتغل بهمة ووتيرة عالية متحدية بذلك كل الظروف والصعاب ، واضعة مصلحة الوطن فوق كل شيء .. هذه المرحلة تتطلب من الجميع ترجمة هذا الشعار إلى واقع عملي بدون أي تسويف أو تخاذل . 

الأربعاء، 15 فبراير 2017

فيديو: سألت العين .. تسجيل نادر بصوت عبدالله هادي سبيت .. القاهرة عام 1974م .
أغنية سألت العين واحدة من الأغاني اللحجية المشهورة التي تغنى بها معظم فناني الجزيرة العربية والخليج .. سُجلت لإذاعة عدن عام 1957م بصوت الفنان اللحجي الراحل محمد صالح حمدون .
https://www.youtube.com/watch?v=5HZROpLlcjc

الأحد، 12 فبراير 2017

عدن تايم السبت 11 فبراير 2017م 

         "كوكيم شو" العدني  !        

   أحمد محمود السلامي   



 قانون الجنسية في مستعمرة عدن عرّف العدني بأنه : ( كل من ولد في عدن ، وقطع صلته ببلده الأصلي ، وعليه أن يفهم ويتكلم العربية ). كان يعيش في مدينة عدن أناس من جنسيات كثيرة وبدياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم المتعددة والمختلفة ،  يحتكموا دائماً لسيادة القانون لصون حقوقهم وتنظيم علاقاتهم الاجتماعية .
 عام 1964م زارت عدن بعثة مجلة العربي الكويتية وأعدت استطلاعاً مصوراً عن عدن نشرته في العدد رقم 68 يوليو من نفس العام . من ضمن ما نُشرَ في الاستطلاع إعلان غريب في احدى الصحف العدنية ـ كما ذكر محرر ـ تحت عنوان "تجنس" يقول : هذا إعلان  للجمهور بأن (( كوكيم شو )) تقدم بطلب التجنس وكل من له اعتراض ، عليه يكتب رسالة بإمضائه يضمنها كافة الاعتراضات .
يبدو أن كوكيم هذا من أصول آسيوية أو غير ذلك ، لان مواطني بريطانيا العظمي لم يتجنس منهم احد في عدن .. وبالتأكيد لم يعترض أي فرد على تجنيس كوكيم ، لأنه وفق القانون  لن ينظر في طلبه إلا إذا  كانت أوراقه مستوفية لجميع الشروط .. الاعتراض الكبير هو الآن ، الكل يعترض على مواطنين ولدوا  هم وإبائهم في عدن بل تطلق عليها مسميات تنم عن الجهل والحقد على من تعايشوا في هذه المدينة الكونية الجميلة .
إذا كان "كوكيم شو" وأولاده عائشين إلى الآن في عدن ، لكان ليس من حق احد أن يقصِيَهم بعد أن أصبحت عدن مدينتهم ، فكيف لنا نحن أن ننكر على بعضنا البعض عدنيته وجنوبيته ! ضاربين عرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية ؟
للأسف الكثير منا لم يقرأ قانون الجنسية العدني ولا قانون الجنسية اليمنية الجنوبية  رقم 4 لعام 1968م والذي تم تعديله إلى قانون الجنسية اليمنية بقانون رقم 10 لعام 1970م الذي صدر في عدن ، وكل ما لديه هي معلومات مغلوطة تتداول في وسائل التواصل الاجتماعي .
للأسف البعض من أبناء عدن يثير هذه القضية بقصد إيقاظ الفتنة تدفعهم جهات لا تريد لهذه المدينة العريقة التعافي والنهوض والتطور ، ولهذا علينا عدم الانسياق وراء هذه الأمور التفصيلية حتى لا نقضي على ما تبقى بيننا من حب واحترام ووئام وتعايش التي هي سمات أساسية لمدينة عدن  .
ــــــــــــــ

رابط المقال :

الخميس، 2 فبراير 2017


   وكيل وزارة الإعلام يرتكب مقالاً في حق إذاعة عدن !    

جج      أحمد محمود السلامي   



 لا شيء يثير الوجع في القلب أكثر من أن ترى مسئولاً في وزارة الإعلام يكتب عن إذاعة عدن بضعة كلمات مجافية للحقيقة دون وعي أو معرفة بالتاريخ الحقيقي لهذا الصرح الإعلامي الكبير ، ذالكم هو صالح الحميدي وكيل وزارة الإعلام لقطاع الإذاعة ! الذي ذهب به خيال الفعل الثوري الأجوف في مقاله المنشور في عدن تايم نت إلى القول إن :
(صوت إذاعة عدن الذي انطلق في أغسطس 1954 كواحده من اولى الاذاعات بالشرق الأوسط وكان لها دورا بارزا مبكرا في المشاركة الى جانب البندقية في تحقيق نصر اكتوبر وسبتمبر اذ كانت صوت الثورة وقلبها النابض الذي هيج الثوار وحمس الابطال بالاغنية والنشيد والفعل الثوري )
وقال متخيلاً ايضاً  :
(يأتي ذلك متوافقا مع قيام ثورة في الشطر الشمالي من الوطن والذي فر عديد من مثقفيه ومفكريه الى عدن ليجدوا في اذاعة عدن ملاذهم وصوتهم الذي وجهوا من خلاله رسائلهم الى الشارع في شمال الوطن حتى تحقق النصر المجيد).
 ما هذا التهريج يا سيادة الوكيل ؟ ألم تستنتج كيف لإذاعة عدن ـ إذاعة الجنوب العربي كما كانت تسمى ـ أن تقوم بتلك الأدوار وهي تبث برامجها وأخبارها بشكل علني من قلب مستعمرة عدن ؟ هل هذا يحتاج إلى عقل عبقري معرفته ؟! 
إذاعة عدن قامت بما هو أهم من النشيد والفعل الثوري لإنجاح الثورتين ، فقد أثر دورها الإعلامي والثقافي والفني تأثيراً بالغاً في حركة التنوير والبناء الحضاري للإنسان في مدينة عدن وما جاورها من مناطق ، وساهمت في تشكيل الهوية الوطنية المفتقدة اليوم ، كان ذلك على أيدي رواد الثقافة والفكر أمثال د محمد عبده غانم ولقمان ولطفي والجرادة والشيخ حاتم والبيحاني ومسواط والحصيني وحسين الصافي وغيرهم من رجال الدين والأدب والتعليم والفن والمسرح .
يحز في نفسي اليوم أن يأتي مسئول تغمره نشوة المنصب يبكي موجوعاً  لما آلت إليه استديوهات ومكتبة الإذاعة وهو يجهل تماماً تاريخ  هذا الجهاز الإعلامي الذي تربت وترعرعت أجيال وأجيال على صوته المميز .
كان المفروض الرجوع إلى تاريخ إذاعة عدن ـ قبل كتابة أي تخاريف ـ و الاستزادة من الإصدارات عن إذاعة عدن والذي كان أولها ما أصدرته الإعلامية والمذيعة فوزية عمر عام 1965م بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الإذاعة ، وإصدار الأستاذ حسين باسليم (نائب وزير الإعلام ) وكذا الإصدار الأخير بمناسبة الذكري الستين لتأسيس إذاعة عدن عام 2014م ، بالإضافة إلى الكثير من المقالات والأحاديث التي تعج بها المواقع الالكترونية .
رحمة الله على وكلاء وزارة الإعلام احمد محمد زوقري ومنور الحازمي و د. عبدالرحمن عبدالله وعلوي السقاف وخالد محيرز الذين بدأوا حياتهم من وراء الميكرفون والكلمة وتدرجوا في السلم المهني والوظيفي حتى أصبحوا قادة محنكين ارسوا مداميك العمل الإذاعي والإعلامي الصحيح .