Powered By Blogger

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017


      محاولات يائسة وبائسة !      


  أحمد محمود السلامي   


قرأت بتمعّن وفطنة ودون انحياز مقال الصحفي الإماراتي اللامع  محمد الحمادي  رئيس تحرير جريدة "الاتحاد" الظبيانية ، الذي نشره قبل أيام تحت عنوان " التحالف واستفتاء الانفصال" الذي دحض فيه الاتهام الموجه إلى دول التحالف لدعمها دعوات انفصال الجنوب عن الشمال ، وقال إن هذا الاتهام غير صحيح ، وأن دول التحالف ( أكدت أكثر من مرة أنها لا شأن لها بمسألة الانفصال، وأن هذا الأمر شأن يمني داخلي يقرره الشعب اليمني وليس أحد غيره ) .. ووصف الحمادي  محاولة زج أسماء دول التحالف في إجراء الاستفتاء الذي أعلن عنه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي بمحاولة يائسة وبائسة . ودعا الحمادي إلى ضرورة التوافق بين جميع المكونات وان تكون كل القرارات يمنية لا فردية .
جريدة "الاتحاد" هي لسان حال دولة الإمارات ، ورئيس التحرير في أي جريدة رسمية عادةً في مقالاته يترجم سياسة دولته في مختلف القضايا على المستويين الداخلي والخارجي .. هذا ما جسده محمد الحمادي في مقاله المذكور حتى انه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى المجلس الانتقالي ، وهذا ليس سهواً خاصة وانه ذكر الزُبيدي بصفته كمحافظ  سابق لعدن فقط .
يبدو لي أن المجلس الانتقالي هذه المرة تجاوز الخط الأحمر المرسوم له بعد أن تجاوز الخطين الأصفر والبرتقالي واستعجل في بعض التصريحات واعترتهُ نشوة الخطابات والبيانات الغير حصيفة التي يصفق لها البعض دون إدراك ووعي . اعتقد إن جماعة المجلس تحذو حذو خالد بحاح (الجاهل سياسيا) عندما عينه الرئيس هادي نائباً له ، فاغتر ونفش ريشة بغباء ، وبتشجيع من (أفراد) من هنا وهناك جعلته يستعجل ويتوهم انه قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة ، و تحول إلى معارض متعجرف للرئيس الشرعي هادي ومعطل لقراراته وأدخل حكومته في سُبات مقصود  .. وعندما أقيل بحاح راح يستجدي العون من بعض الدول الأجنبية عبر مراكز وشخصيات غير رسمية استمعت له ولم تدعمه .. فلجأ إلى التصريحات الإعلامية الوَاهِيَة التي كشفت نواياه المريضة للوصل إلى الرئاسة .
هذه الحالة تتكرر أيضا مع بعض أعضاء المجلس الانتقالي الذين يذهبون لقضاء الإجازة في الخارج أو المقيمين هناك ويستغلون الفرصة للقاء بشخصيات غير مهمة أو جمع عدد من أعضاء الجاليات اليمنية تحت لافته كبيرة وتحسب بأنها فعالية مهمة نظمها المجلس ، وان الدولة الفلانية تؤيد وتبارك وتدعم كذا وكذا .. وهات يا قص ولصق ونشر ونقاش واختلافات .. كم يوم انتهى المشهد .
 الدول الأجنبية حيث العدالة والإنسانية والقيم النبيلة تقبل أي شخص وتتعاطف معه لكنها لا يمكن أن تخرق القوانين والمواثيق الدولية لأجل سواد عيونه ، حتى تمباكي لو ذهب إلى هناك يشكو من ظلم المجتمع له سيتعاطفون معه ، يمكن أكثر من تعاطفهم مع دعاة السياسة وتجار النضال .
إذاً مادام الجنوبيون لا يستطيعوا التلاحم والتراحم فإن حل قضيتهم الوحيد هو بيد المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقد وضعوه لهم جلياً على الطاولة .. اما الحل السريع ـ من اجل الوصول إلى السلطة ـ عن طريق الثورات والانقلابات والتصعيد الثوري ضد الحكومة وتقويض جهودها حتى تفشل ، هو عبارة عن محاولات يائسة وبائسة يرفضها المجتمع الدولي ويرفضها كل إنسان عاقل ليس لديه مآرب أو مطامع شخصية .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رابط المقال :
http://old.adengd.net/news/283028/

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

     الجنوب .. بحاجة إلى إعادة ضبط  مصنعي !     

   بقلم : أحمد محمود السلامي     

ليلة أمس اعترتني حالة من الأرق بعدما استرسلتُ كثيراً في التفكير والتعجب لما وصلت إليه حالةُ الوطن والمواطن ـ خاصةً في الجنوب ـ من تشتت وتشرذم  وضياع ، بسبب الصراعات المحمومة للسيطرة على السلطة والمال وملذات الحياة الفانية . ليلة أمس هربَ النومُ من عيني أو جفاني ، كما تقول الأغنية اللحجية "كحيل الطرف ما بلقى مثيله " ( جفــاني النوم وأنا والليل مَقْلَب .. مسى الهاجس معي ساهن حليلة ) .
في معمعان الأفكار والتصوّر ، خيّل لي الجنوب وكأنه جهاز تلفزيون ضخم معطل ، تطاولت عليه أيادي تفتقر إلى مهارة الصيانة والإصلاح والوعي ، في محاولات بائسة وفاشلة عمرها خمسون سنة كان نصفها الأخير أكثر فتكاً وضَراوة من ذي قبله .
خلال هذه الجزئية من التفكير المهني تذكرت  يونس نور  احد المهندسين البارعين في العصر الذهبي لتلفزيون عدن كان مبدعاً ومنضبطاً في عمله المتقن ، قليل الكلام ، لم اسمعه قط  يتناقش مع الزملاء في أمور لا تخص العمل .. بعد أن تقاعد فتح ورشة صغيرة في حوش منزلة ليقوم بإصلاح أجهزة التلفزيون والفيديوهات مقابل اجر مناسب ، كان رحمه الله ، له أسلوب متميز لا يحيد عنه في تعامله مع الزبائن (أسلوب انجليزي) ، يسألك اولاً إذا كان احد فتح الجهاز .. إذا قلت له لا ، يقبل فحصه ، ويرفض إذا قلت له : (وديناه عند واحد وما عرف يصلحه ) .. كما انه في أجهزة معينة يطلب منك الكتلوج الخاص بها الذي فيه الدياجرام ـ رسم مخطط الدوائر الالكترونية ـ (Electronic circuit diagram) .
حصلت لي حكاية مع المهندس يونس الذي كان يحترمني كثيراً  .. فقد جاءني مرة احد الأقرباء وطلب مني أن أدلهُ على مهندس ممتاز لإصلاح تلفزيونه المعطل ، فنصحته بالمهندس يونس إذا كان الجهاز لم يتعرض للعبث لأنه لن يقبله .. فقال لي طبعا لم يمسه احد ، فأخذنا الجهاز إلى يونس وهناك سألنا : (حد مسكه؟) قلنا لا طبعاً ، رد علينا : تمام بشوفه ، معك رقمي اتصل بي بكرة .. ثاني يوم اتصلت به كان يصيح ويعاتب في التلفون ليش كذبنا عليه بهذا الشكل وقال : تعال بنفسك شوف ايش في داخل الجهاز . ذهبتُ على طول إلى عنده و أراني دسميس ومجموعة سكاريب وجدهم داخل الجهاز لاصقين في مغناطيس السماعة (مكبر الصوت) .. على طول أخذت الجهاز إلى صاحبه  ولما عاتبته اتضح لي أن أولاده هم من عبثوا به عندما استبسطوا  عملية إصلاحه وكانت أمهم تدري ولم تخبره بالأمر .
في الجنوب توجد سكاريب مهملة انتزعها الرفاق ، أما الدسميس فهو أداة عفاش التي خرب بها كل شيء في الجنوب وخاصة الأخلاق والقيم النبيلة .
بلغةِ اليوم .. الجنوب بحاجة إلى إعادة ضبط المصنع يعني حذف كل البيانات وإعادة برمجته بنسخ أصلية محمية من الفيروسات والهكرز والتطفل ، وبلغةِ الأمس لازم  نودّيه بيت الكمبني (فرع الشركة المصنعة) لأجل الصيانة وتغيير قطع الغيار التالفة بقطع ذات جودة وكفاءة عالية ، أيضاً ـ بيت الكمبني ـ لديهم الدياجرام الكبير الخاص بالجنوب .

 ما نسمعه اليوم من أصوات ونهيق و زعيق ، ما هو إلا (وشوشة وحشحشة) صادرة من جهاز تلفزيون معطل يتنافس على إصلاحه مجموعة من الأغبياء بأدوات الهدم وعقلية غارقة في حب الذات والتعصب المفرط . 

      دعوة المعلمين في عدن للإضراب .. تخــدمُ مَــنْ ؟!     

    بقلم : أحمد محمود السلامي         
أدعو جميع المعلمين والمعلمات وأهالي التلاميذ في عدن والمحافظات المجاورة إلى عدم الاستجابة لدعوة الإضراب الذي دعت إليها نقابة غير شرعية ، وعدم الانجرار إلى الرغبات السياسية المريضة للطابور الخامس الهادفة إلى تقويض العملية التعليمية والتربوية المستتبة في عدن وبعض المحافظات ، لغرض إثارة الفوضى وإغلاق المدارس وإثارة القطاعات الحكومية الأخرى خاصة قطاع الصحة وجرها إلى الإضرابات والعصيان والتخريب والبلطجة والدخول في مواجهات مع أجهزة الحكومة الشرعية تخدم في الأخير سياسة المليشيات الانقلابية وحلفائها دون أدنى شك .. وأدعو حكومة د. بن دغر وقيادة وزارة التربية إلى عدم التهاون مع أصحاب هذه الدعوات الغير مسئولة  خاصة في هذه الظروف المعقدة والصعبة  التي تتطلب من كل أفراد هذا الشعب الأبي التحلي بالحكمة والصبر والتكاتف لإفشال أي دعوات محمومة تضر بمستقبل أبناءنا وتجعلهم جيل أمي لا يجيد إلا التظاهر السلبي والفوضى والسلب والنهب ولغة العنف .
لقد فشلت أجندة إقلاق السكينة والقتل والتخريب في عدن وفشلت كل المشاريع والتشكيلات ضيقة الأفق الرامية إلى دغدغة عواطف الناس الرامية إلى إعاقة وتعطيل جهود الشرعية ودول التحالف العربي في تنفيذ عملية "إعادة الأمل" وتطبيع الأوضاع في البلاد .
في جميع بلدان العالم قضية التعليم وتربية النشء الجديد تعتبر قضية مستقبل امة ووطن لا يمكن المساس بمؤسساتها أو تعطيل مهامها .. وتعتبر أيضاً القضية المجتمعية الأولى التي لا يمكن الإضرار بها مهما بلغت درجة خلاف الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية مع الحكومات .
في حالة تعطل العملية التعليمية كلياً فان أي حزب أو مكون أو تكتل أو جماعة ستتولى في المستقبل دفة الحكم ستجد في المحافظات الجنوبية شعب أمي أفضل واحد فيه يادوب يفك الخط وهذا هو التخلف بعينه .
المعلمين في المحافظات المحررة يستلمون رواتبهم بانتظام  و تبذل وزارة التربية والتعليم جهود كبيرة ـ تشكر عليها ـ في  استمرار العملية التعليمية من خلال تذليل كل الصعوبات التي تطرأ هنا وهناك ، ورغم هذا لا تسلم من النقد الغير بناء والمنشورات الكاذبة والإشاعات المغرضة في وسائل التواصل الاجتماعي وصحف الإثارة .
 المعلمون حالهم حال كل موظفي الدولة ، لم تصرف لهم أية تسويات منذ سنوات بسبب ظروف الحرب الظالمة التي شنها الحوثيون وصالح ، والتي تعطلت
بسببها كل المرافق وشحت الإيرادات العامة وخاصة إيراد النفط الذي كان يشكل 70% من موازنة الدولة .
من حق كل موظف المطالبة بحقوقه الوظيفية ومستحقاته المادية القانونية عبر نقابته الشرعية  المعترف بها داخلياً وخارجياً التي تشكل همزة وصل بينه وبين الوزارات والمؤسسات الرسمية ، غير هذا ستصبح المطالبة كلمة حق يُراد بها باطل .. ولهذا أقول للمرجفين والمضطربين : اتقوا الله في وطنكم وكفوا عن إيذاء الشعب فقد ضاقت بكم و بقرفكم القلوب .