Powered By Blogger

الأربعاء، 24 أغسطس 2016


   الاربعاء 24 أغسطس 2016م  

     العمل ضمن الفريق الواحد !      

 بقلم :  أحمد محمود السلّامي  



من خلال العمل الجماعي أو العمل ضمن الفريق تنمو الروح الوطنية أو روح العمل الصادق عن طريق إشاعة الثقة والألفة والمسؤولية بين  مجموعة من الأفراد تعمل معا لتحقيق هدف مشترك للتطوير ، أو حل مشكلات محددة . إن مؤشرات النجاح  تتطلب من الفرد قدرات ومهارات في التواصل مع الآخرين والعمل كجزء من الفريق الواحد بعيداً عن الأنانية والتقليل من دور رفاقه الذين قد يعملون بصمت ولا يحبون التباهي بانجازاتهم وأفضالهم على الفريق .
من أهم فوائد هذا العمل هو التفكير والتخطيط والتنفيذ المشترك في وقت قصير وهذه العمليات المعقدة لا يستطيع أي شخص بمفرده القيام بها وتحقيق النجاح المطلوب .. خلال ممارسة العمل يكتسب أعضاء الفريق في إطار مشاعر الود والإخاء مزيداً من الخبرات والمهارات تفيدهم  في الأعمال المستقبلية الأكثر تعقيداً والتي تتطلب فريق عالي الأداء والجودة .
اليوم أضحى العمل ضمن الفريق الواحد من أهم التقنيات الإدارية الحديثة ،حيث تحرص الدول المتقدمة على تعميم مفاهيم العمل الجماعي وتغليبه على العمل الفردي ، الشركات  ايضاً تحرصُ دائماً التوافق والتكامل بين موظفيها وتكرس ذلك بدءاً من استبيان الموظف مروراً بالمقابلة الشخصية والتدريب الأولي .. وصولا إلى تقييم مستواه  من خلال معايير إدارية لقياس وضبط الأداء .
اختم حديثي هذا بمقولة لهنري فورد رائد صناعة السيارات الأمريكية الذي استجلب لشركته عمال من مختلف بقاع العالم ، ويقال انه التقى ببحار من عدن وعرض عليه العمل في مصانعه .. و في بدايات القرن العشرين أرسل فورد سفينة إلى عدن لجلب مزيد من العمال .
 لعلها ـ مقولة هنري فورد ـ تلخص كل ما وددتُ قوله لكم في مقالي هذا : ( التواجد معًا هو البداية .. البقاء معًا هو التقدم .. العمل معًا هو النجاح ) .


الاثنين، 8 أغسطس 2016

ال       وراء كل رجل عظيم امرأة !      

     أحمد محمود السلامي     



من أهم الظروف الموضوعية التي تساعد على تفجير الطاقات الإبداعية لدى الأشخاص هو المحيط أو المناخ الأسري الذي تلعب فيه المرأة دور أساسي وهام من خلال تأمين الاستقرار في كل جوانب الحياة العائلية اليومية ، بتعبير أدق خلق مناخ مناسب لإطلاق الملكات الإبداعية للرجل .. لاشك أن ذلك الدور لن تقوم به إلا امرأة عظيمة ، فائقة الذكاء ، موهوبة في التدبير ، سديدة الرأي والحكمة ، عالية العفة والأخلاق .. فهي إن كانت كذلك .. قادرةٌ أن تصنع من زوجها وأبنائها أناس عظماء فعلاً .
هناك أمثلة كثير عن ذلك النوع الفريد من النساء فالسيدة خديجة بنت خويلد ـ رضي الله ـ عنها كانت السند الأساسي والداعم الأول لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بداية دعوته كانت تآزره  وتبث في نفسه روح الصمود حتى يتمكن من تبليغ دعوة المولى .
العرب وضعوا قول مقابل لـ (وراء كل راجل عظيم امرأة) وهو (عظمة الرجل من عظمة المرأة) باعتبار الأول يُعتقد انه أجنبي أثيرت حوله الكثير الاختلافات ، ولكن للأسف العرب غالباً لا يطبقون يقولونه .
معظم الرجال الذين يعيشون مع زوجات سيئات الطباع متقلبات المزاج  يحاولون قدر الإمكان الصبر والتحمل سنوات طويلة يدارون فيها خيبة آمالهم بالظهور في شكل اجتماعي لائق أمام الناس . وكما تقول أغنية أروح لمين :
واخبي دمع العين
واداري من اللايمين
لا يلمحوا عنيّ ويشمتوا  فيّ
خلاصة القول إن المرأة تتبوأ  مكاناً مميزاً في حياتنا جميعاً ، وعليها أن تحافظ على هذا الموقع حتى تسهم في صنع الرجال العظماء والجيل النافع . فالرجل دون غيرة يحتاج إلى السكينة والمودة والرحمة وسمو روح حتى يكون معطاء لأسرته ومجتمعه .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 7 أغسطس 2016

     عدن الغد ، وعدن تايم .. الاحد 7 أغسطس 2016م

     الخبرة والكفاءة .. قبل المناصب يا شباب !     

   بقلم : أحمد محمود السلامي   



تعجبني همّة الشباب واتساع نطاق نشاطهم الحيوي وتنافسهم الجاد في كل المجالات.. ويعجبني أكثر الشباب المجتهد المكافح الذي يرى أن مستقبله مرهون بمدى تحصيله العلمي والثقافي والأخلاقي، ويعلم أن هذا هو السبيل الأوحد لبناء الأوطان وإعلاء شأن الإنسان.
المفارقة العجيبة الحاصلة الآن ، أن بعض الشباب (وهم قِلّة ) يحاولون بشتى السبل إلغاء طريق السُلّم الوظيفي القانوني من أول خطوة ! ويسلكون الطريق الأسرع (الأوتوستراد  Autostrad ) للوصول إلى المنصب قبل التوظيف ! باعتبار أن هذا سيحقق لهم مكاسب شخصية ، قد لا تدوم طويلاً لان هذا السلوك الانتهازي الخطير لا يتوقف عند حدود معينة للارتزاق ، بينما احتمالات الفشل والانهيار تتربص به في كل خطوة ، وبالمقابل لا يحقق للتنمية الوطنية إي  فوائد تذكر بل بالعكس يشكل عائقاً وسبباً رئيس في فشل وتعثر الكثير من المؤسسات ومرافق الدولة .
مهما بلغ الإنسان من درجات الذكاء لا يمكن أن يكتسب الخبرة والكفاءة إلا من خلال الممارسة العملية وتطبيق ما لديه من علم ومعرفة وثقافة على الواقع المرتبط بالعمل ، وهنا تتبلور هذه المعارف وتصبح خبرة وكفاءة مكتسبة .
يغيب شرط أو معيار الكفاءة الوظيفية (الجودة) عندما يكون ثَمَّةَ خلل كبير في جسم الدولة  مثل الفساد أو الفشل في إدارة الدولة أو الفوضى الناتجة عن الانتقال الثوري من نظام سياسي إلى آخر حيث ينسف  المقومات الايجابية السابقة ويفشل في إيجاد البديل الأفضل ، وهنا تتشكل ثقافة القطيعة والرفض لكل ما هو سابق وماضٍ .
بعد استقلال الجنوب في30 نوفمبر67م بعد أربعة أشهر فقط ، اصدر الرئيس قحطان الشعبي القرار رقم  10 نص على إنهاء خدمات 163 موظف حكومي  وحرمانهم من أي حقوق ومستحقات ، السبب الواهي حينها بأنهم خونة وعملاء للاستعمار البريطاني حسب نظرية : (إن لم تكن معي فأنت ضدي) القائمة شملت مهندسين وأطباء ومحاسبين وتربويين وإعلاميين وصحفيين وغيرهم .. تصوروا العملاء والخونة مثل: الفنان خليل محمد خليل و محمد عبده الزيدي والتربوي إبراهيم روبلة أو الصحفي والشاعر أحمد شريف الرفاعي والطبيب د محمد عبدالله عفارة او المذيعة القديرة عديلة علي غالب ! وكانت إجراءات التنكيل قد طالت الكثير من العسكريين ومدنيين قبل وبعد هذه القائمة ، وتم التعيين في مناصبهم ووظائفهم بمعيار الولاء الحزبي أو المناطقي .. ووصلت المصيبة إلى حد أن بعض من تعينوا في المناصب العليا لم يتعلموا في المدارس إطلاقا ، وكانوا يا دوب يفكوا الخط ! كل خبرتهم وكفاءتهم وشهاداتهم كانت مقاومة الاستعمار وأصبحت عندهم وكأنها صك مرور إلى الجنة ، أولئك كانوا خلايا مريضة وقنابل موقوتة داخل جسم النظام شكلت عقبات كبيرة أعاقت عملية التطور والتقدم والنمو .
وهكذا تم ايضاً في كل مراحل الصراع وتحت مسميات متنوعة .. كان أكبرها واشملها عام 94م حيث تم إقصاء وتشريد ألاف الضباط والمدنيين بتهمة الانفصال ! والى الآن لم تعالج معظم الحالات التي تأثرت جراء ذلك التصرف الهمجي .
عام 2011م ظهر لنا مصطلح جديد ( شباب الثورة ) واختلطت المعايير كلها لتصب في خانة شباب الثائر والغير ثائر ! وبدأ الانطلاق على الطريق السريع (الأوتوستراد  Autostrad ) للوصول إلى المناصب ، وخلال الثلاث سنوات وصل  البعض إلى مناصب لم  يحلموا بها إطلاقاً .
اما الآن فالأمر أصبح مضحكاً جداً ، بسبب مهزلة التعيينات في مناصب وكلاء ومدراء عموم وهم مقيمون في الخارج والمرافق في صنعاء بيد الحوثيين ، تعيينات في عدن وبعض المرافق مغلقة أو تعاني مشاكل كبيرة ، وهناك ترشيحات كثيرة صدرت ، يقابلها جوقة من الانتهازيين الذين لم يتركوا باب إلا وطرقوه حتى وظائف الملحقيات في السفارات  يسعون إليها !! المؤسف والمحزن حقاً أن الإدارة العليا للشرعية ورموزها فتحوا مجال للتعيينات في المناصب الإشرافية العليا لغير الموظفين الحكوميين فسال لعاب الآخرين ازداد تهافتهم على الكرسي اللعين الذي بسببه دُمرت البلاد وأهلكت العباد .

اختتم مقالي هذا بسؤال أوجهه إليكم أيها الشباب : هل الدولة الحديثة التي تنشدونها ستُبنى بهذا الأسلوب ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابط :   http://adenalgd.net/news/215757/