Powered By Blogger

السبت، 30 ديسمبر 2017

   صحيفة 14 اكتوبر الاحد 31 ديسمبر 2017م  

   2018م ..عام انتصار الشرعية في اليمن !   

  بقلم : احمد محمود السلامي   


كل المؤشرات على الواقع تؤكد أن عام 2018م سيكون عام الحسم وانفراج الأزمة اليمنية وهزيمة مليشيات الحوثي الانقلابية على يد الجيش الوطني والمقاومة الوطنية الشجاعة بدعم وإسناد قوات التحالف العربي .. ومن المتوقع ايضاً استئناف العملية السياسية بقيادة الرئيس هادي ورفاقه التي توقفت قَسْراً منذ ثلاث سنوات ونيف . تسارع الأحداث والتطورات الكبيرة التي تشهدها جبهات القتال مع المليشيات الحوثية يدل على أن انتصار الشرعية قادم لا محالة وان الانحسار والهزيمة ستلحق بالانقلابيين وأنصارهم إلى الأبد إن شاء الله .
عملية اجتثاث الوباء الحوثي الطائفي ، وإدارة المحافظات والمناطق المحررة ، لازالت عملية معقدة جداً تحتاج إلى صبر والعمل الصحيح والجاد المعتمد على دقة المعلومات والتخطيط الصحيح ،  وهذا ما تحلّت به قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ الشهر الأول للحرب وحتى ألان ، فالنصر في الميدان يجب أن يوازيه نصر سياسي حتى يتم تحقيق الهدف المشترك الذي يؤسس لمرحلة ما بعد الحرب التي ستكون أطول وأصعب من مرحلة الحرب نفسها .
نتطلع كلنا إلى العام الجديد بان نشهد فيه الانتحار الجماعي للقيادات الحوثية كما فعل قادة وزعماء النازية بعد هزيمتهم النكراء في الحرب العالمية الثانية ، الذين اشبعوا العالم بخطاباتهم الارتجالية العصماء لأكثر من خمس سنوات متتالية وكانت نهايتهم مذلة ومخزية ، سقوا عائلاتهم السيانيد وأطلقوا على أنفسهم النار في مشهد دراماتيكي سيظل عبره تاريخية لكل الطغاة في العالم .
عام 2018م سيشهد كثير من الأحداث المتسارعة ، وسيشهد تبدلاً وتغيراً كبيراً في المواقف والتحالفات ، تصب كلها في توحيد الموقف المضاد للمليشيات الحوثية وسرعة القضاء على كيانها العلني والمستتر .

نتمنى أن يكون العام الجديد بداية تحقيق الأمل والبناء والتنمية والانجازات ، والعمل والإخاء والتراص خلف الشرعية لتحقيق مطالب وطموحات شعبنا العظيم المتمثلة في العيش الكريم والأمن والعدالة في إطار دولة إتحاديه ديمقراطية حديثة .. كل عام وانتم بخير .

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

عدن الغد .. مواقع الجمعة 1 ديسمبر 2017م

الاستقلال .. الحلم الذي لم تتحقق أهدافه !

بقلم : أحمد محمود السلامي



كل عام في يوم الثلاثين من نوفمبر يمر أمامي شريط ذكريات .. أتذكرُ ذلك اليوم تماماً ، حينها كنت طفلاً لم يبلغ الحلم ، لكنني كنتُ شديد التركيز والاستماع لما يدور حولي من أحداث بعضها كنت أعيها وبعضها وعيتها عندما كبرت .. في ذلك اليوم سكتت أصوات الهاون والبرن والبازوكا ووضعت الحرب أوزارها .. كانت الفرحة تغمر كيان (الشعب) الحالم بمستقبل أفضل وأروع على يد ثوار الجبهة القومية الذين حصدوا النصر لوحدهم ، وفي الطرف الأخر المنهزم كانت الغصة تملأُ الحلق ، والانكسار يعلو هامات الرجال ، الذين ناضلوا أيضاً من أجل تحقيق ذلك اليوم ووجدوا أنفسهم خارج دائرة النصر !
كنت اسمع عبر إذاعة عدن كل يوم الخطابات والأناشيد الوطنية الحماسية التي لم نألفها من قبل ولكنها كانت جميلة تلهبُ المشاعر والأحاسيس وتذكي الحماس في النفوس ( برع يا استعمار، أيا ثورة الشعب دومي منارا ، بالنار والحديد والكفاح المجيد ، كل الشعب قومية ) .
معظم الناس في ذلك اليوم لم يأبهوا أن مواطنين ومناضلين شرفاء غادروا إلى الشمال والدول المجاورة ودموع أعينهم تنهمر بشدة ، تاركين خلفهم مدنهم وقراهم و بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم خوفاً من بطش الحُكّام الجدد ، ومن لم يهرب كان مصيره مجهولاً .
كان ذلك في دائرة أول صراع دموعي للاستيلاء على الحكم تساجلت فيه المخابرات البريطانية مع المخابرات المصرية التي خسرت السجال بسبب الهزيمة التي لحقت بمصر والعرب في يونيو 67م ـ نكسة حزيران كما يحلوا لهم تسميتها ـ كما لعبت بريطانيا بالورقة الرابحة لديها وهي دخول جيش الاتحاد النظامي لحسم الصراع على الحكم وإفشال اجتماعات القاهرة التي كانت تجري تحت رعاية الرئيس جمال عبدالناصر بين الجبهة القومية من جهة وجبهة التحرير من جهة أخرى للتقا
سم والشراكة ، وفعلا تدخل الجيش وحسم الصراع لصالح الجبهة القومية .
بمناسبة مضي خمسون عاماً على ذلك اليوم ، دعونا نسأل أنفسنا سؤال مهم : ماذا تحقق للشعب خلال هذه الفترة ؟ أو بصيغة أخرى : هل أهداف الاستقلال تحققت كلها ؟ اشك أننا نتفق على إجابة ، بل اجزم إننا لن نتفق على أي شيء ! كل عام وانتم بخير .

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

عدن الغد الثلاثاء 28 نوفمبر 2017م

 محمود جعفر محافظ عدن الأسبق ،يرقدُ ما بين الحياة والموت!

كتب / أحمد محمود السلامي




ما أصعب أن ترى شخصاً كبير المقام نظيف اليد ، مناضلاً جسوراً وهب شبابه فداءً لقضية شعبه ووطنه .. ما أصعب أن تراه مسجياً في غرفة إنعاش مغمض العينين هامداً دون حركة منذ أيام طويلة ينتظر مشيئة الخالق القادر على كل شيء سبحانه .
لحظات ألم تعصف بي عندما اسمع أن مشاعل وهامات وطنية كبيرة  ينطفئ نورها وترحل عنا إلى باريها بصمت ، دون أن تجد الرعاية المجتمعية اللازمة ، بل أنها عانت الأمرين : وطأة الأمراض المبرحة ، و معاناة اللامبالاة الرسمية يلقونها في كل المراحل .. نحن كإعلاميين لا نملك إلا أقلامنا الشريفة ومواهبنا المتواضعة في الكتابة والتوثيق لمسيرة تلك الكوكبة من الناس العظماء .. وهذا اقل ما يمكن عمله نحوهم .
المناضل والفدائي والمحافظ ومدير مكتب رئيس الوزراء والسفير ابن عدن البار (محمود محمد جعفر الشاذلي ) واحد من تلك الهامات المنسية ، يرقد منذ شهر في قسم الإنعاش بمستشفي صابر ( الخاص ) .. ولا احد يعلم بحالته غير أسرته والمقربون منه فقط ، الذين يكتنفهم الحزن الشديد و ترهقهم مصاريف التمديد والعلاج والديون التي سيعانون منها كثيراً خاصة وانه لم يستلم راتب عشرة أشهر كما ذكرت لي أخته التربوية القديرة والمناضلة فوزية جعفر الشاذلي عندما اتصلت بها للاطمئنان على صحته .
ولد محمود في كريتر في 19 أغسطس عام 1938م ودرس في مدارسها الابتدائية والمتوسطة وواصل دراسته في  كلية عدن (Aden College) وتخرج منها عام 1955م ليلتحق بالعمل في شركة البس قطاع البترول في البريقة .
 في بداية ستينيات القرن الماضي عندما تشكلت النقابات العمالية الست كان محمود جعفر من مؤسسيها وقياداتها (النقابة العامة لعمال البترول ) مع زملاءه في النقابة محمد صالح عولقي وحسن فرحان ومحمد سالم عبدالله وأبوبكر شفيق وحسين دقمي وقد تصدرت النقابات الست والمؤتمر العمالي المشهد النضالي للمطالبة بحقوق العمال والدعوة للإضرابات ضد سياسة  الاستعمار البريطاني في عدن .
عند قيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل عام 1963م انظم مباشرة إليها ضمن الطلائع الأولى للعمل الفدائي في عدن وخضع للتدريب على استخدام السلاح ورمي القنابل وطرق التخفي من ملاحقة قوات الاحتلال البريطاني .
في ديسمبر 1964م كلف بقيادة عملية تفجير باص تابع لجنود الاحتلال البريطاني كان ينقلهم كل ليلة من المعلا إلى معسكر البوليس الحربي (Arm Police) بكريتر  .. مساء الخميس 4 ديسمبر 1964م ، وفي شارع الملكة أورى بكريتر وبالقرب من طريق العقبة مدخل الخساف كان محمود يقف على مقربة من زميله الفدائي محمد علي الحبيشي المكلف برمي القنبلة وفي اللحظة المرتقبة فوجئ محمود بأن الباص يحمل أطفالا إنجليز في عمر الزهور فصاح : أوقف العملية أوقف ! لكن الحبيشي كان قد نزع أمان القنبلة وفي موقف أنساني تصلبت يداه وما هي إلا ثواني حتى انفجرت القنبلة ، استشهد الحبيشي وأصيب محمود بشظايا في يده اليسرى ونقل إلى مستشفى الملكة لتلقي العلاج ، ومن هناك أخذه الانجليز إلى سجن عدن ـ الواقع في كريترـ وكان بين واليوم والأخر يأخذوه إلى سجن رأس مربط الرهيب ـ في التواهي ـ للتحقيق والتعذيب حتى يعترف ، ولكنه صمد إلى أن تم تهريبه .
أعدت قيادة الجبهة القومية خطة لتهريبه .. تقدمت أخته بطلب إلى الضابط محمود عبدالوهاب شودري ( مدير سجن عدن من 1959م  ــ 1968م ) للسماح للسجين محمود محمد جعفر الشاذلي بالخروج لزيارة امة التي تحتضر .. فسمح له مدير السجن الخروج مع عسكري إلى بيت الشاذلي القريب ، كان للبيت بابان ، دخل محمود من الباب الأمامي المقابل لبيت يوسف خان وسلّم على أهله وخرج مسرعاً من الباب الخلفي ، وهناك وجد خاله مصطفى علي إبراهيم ( والد القاضي قاصر مصطفى ) في انتظاره ، ليأخذه إلى منطقة الرزميت حيث كانت بانتظاره المناضلة نجوى مكاوي (عنصر التنسيق الاساسي في الخطة) التي ذهبت به إلى قرية بئر احمد وسلمته للمناضل يوسف علي بن علي (استشهد في أحداث 13 يناير 1986م) وهو بدوره أوصله إلى مدينة تعز ليلتحق برفاق السلاح قادة الجبهة القومية ويمارس نشاطه الثوري من هناك .
بعد الاستقلال عاد محمود واختير عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية .
في عام 1969م ــ  1971م عين مديراً لمكتب رئيس الوزراء (محمد علي هيثم ) .
في عام 1971م ــ 1972م عين محافظاً للمحافظة الأولى (عدن) بعد سلفه نورالدين قاسم ، وخلفه بعد ذلك طه احمد غانم .
أواخر 1972م عين سفيراً لليمن الديمقراطية في الهند  وقبل الذهاب لاستلام مهامه الجديدة شارك في مؤتمر الدبلوماسيين في ابريل وقد حالفه الحظ انه لم يكن من ركاب طائرة الموت الـ DC3 التي انفجرت فوق منطقة بحران في ظروف غامضة حيث كانت في طريقها من مطار عتق إلى مطار الغرف بحضرموت في 30 ابريل 1973م .

بعد هذا الحادث غادر إلى العاصمة الهندية دلهي واستلم مهامه كسفير هناك وفي الشهر الأول بدأ يشعر بتطفل المسئول الأمني في السفارة وتدخله في مهام السفير، كما استلم رسالة تطلب منه العودة إلى عدن ، أعقبتها رسالة أخرى تأمره ترك مهامه كسفير العودة نظراً لحاجتهم له في الداخل ، استشعر محمود خطورة الموقف .. ابلغ طاقم السفارة بعودته وحزم أمتعته الشخصية وغادر الهند بمعية حرمه السيدة الفاضلة نورالهدى إبراهيم بامدهف وأولاده وعند وصوله الكويت غير خط رحلته القاهرة التي مكث فيها مدة عامين .
عام 1975م غادر مصر إلى السعودية حيث عمل موظفاً في شركة شل لمدة خمس سنوات .
عام 1990م عاد إلى صنعاء وتم تعيينه مستشاراً في مجلس الوزراء بدرجة وزير ، بعد ذلك بسنوات استقر في عدن رغم ظروف المرض والمعاناة . 
محمود محمد جعفر ، رجل شهم وشجاع لا يتردد في قول الحقيقة بكل شفافية عندما تسأله يرد عليك بكل تواضع .. رغم الشتات والغربة الطويلة تراه دائما مبتسماً ومحافظاً على لهجته العدنية بلكنة آل كريتر وبفطرتهم وحفاظهم على شعائر العبادة والصلاة .
أتمنى لك الشفاء .. أخي أبو محيي الدين ، سوف تذكرك الأجيال القادمة يا شمعة احترقت لتنير لنا الطريق .. قضيتك وقضيتنا لم تنته بعد ، مازال الطريق طويلاً جداً أمامنا .. سلمتمونا الراية بكل ثقلها و ستنتقل دواليك إلى الأجيال القادمة حتى يتحقق النصر للوطن .
 http://old.adengd.net/news/289941/


السبت، 18 نوفمبر 2017

صحيفة الامناء السبت 18 نوفمبر 2017م  https://alomanaa.net/art21140.html

         خواطر عن الغباء الجنوني !        

   بقلم :أحمد محمود السلامي



الانتصار بداية

ثلة من الأغبياء .. انتصروا ، فكانت بداية هزيمتهم ! تبعهم القطيع .. ارهبوه في البداية مزقوه شردوه ، أوقفوه في طوابير العلف الردئ  وقتلوا وسجنوا كل من يقول ماااااااء . كان القطيع في النهار يحتشد ويرقص خوفاً من تهمة الخيانة والعمالة .. وفي المساء يكتمُ تأوهاته الحزينة ويخفي دموعه من عسس الليل و زوار الفجر . كان الأغبياء يقضون ساعات ليليهم بالاستمتاع بنهش لحم سخل القطيع الطري واحتساء كؤوس القبح والتأمر النتنة . كانوا يتباهون ويفتخرون بغبائهم الشديد وبانجازات العنف المنظم لتثبيت أمور مزرعة القطيع  بعد أن طردوا إلى غير رجعة الرجل العجوز الذي أنشأها وجعلها جنة الدنيا .

استقطاب وتأمر

في كل مرحلة زمنية جنونية تستقطب الثلة أعداد كبيرة  من أغبياء القطيع وتسخّرهم في خدمة أفكارهم الرعناء التي تدمر المزرعة بعدما هرب الكثير من أفراد القطيع إلى مزارع أخرى للبحث عن حياة أفضل واشرف .
كان الأغبياء في حالة تأمر مستمرة على بعضهم البعض .. وعلى استعداد دائم للتصفيات المتبادلة والإزاحة والقتل والتنكيل من اجل أرضاء ذاتهم المريضة وللحصول على المزيد من لوازم الزهو والغرور بانتمائهم العالمي .. كان الغباء الجنوني لديهم لص سريع يخطف كل آمال القطيع ويصادر حقوقه ويقتل حلمه في العيش الكريم .

تخوين

كانت الحانات والمقرات التي امتلأت جدرانها بصور الزعيم اوليانوف و القائد تشي وهو يدخن السيجار الفاخر ، وصور مناضلي  جبهة ساندينستا والقائد هو شي ، هي الأماكن المناسبة لتأليف الشعارات و للتنظير والدس والتأمر .. عندما يشتبهون في احدهم بأنه بدأ يُفيق من غباءهِ وانه يعمل في سبيل تطوير المزرعة وإعلاء شأن القطيع ، تنطلق خطة التخوين والإقصاء والتصفية بتهمة الانحراف بالتجربة وخيانة لنظريات الغباء الجنوني المتأصل .

4ـ تدمير

الأغبياء عاثوا في المزرعة فساداً خربوها ، دمروا أشجارها الباسقة المثمرة .. داسوا بأقدامهم النتنة على أزهارها وورودها و شوّهوا جَمالها الأخاذ .. قتلوا ألاف من خيرة أفراد القطيع .. أصبحت رائحة الدم تلوث هواها العليل وصور سلخ القطيع تُنشر في أحواضها ومشاتلها ، حتى جعل الرعبُ من الدم ، رايتهُ الحمراء .
صار مؤكدا  الآن .. إن هذه الأفعال لا ينتجها إلا الأغبياء ! الذين حصلوا على كل شيء وأضاعوا  كل شيء . لم يتبق لديهم للتباهي به غير بعض الأسس الإدارية التي وضعها الرجل العجوز لتنظيم عمل المزرعة .. اما  أهدافهم وشعاراتهم الجوفاء فقد فشلت جميعها ، ولم يتبق إلا هدف واحد ، هو قدر ومصير القطيع (بيع المزرعة) !

بيع المزرعة

"بعد خراب مالطا" بأربع سنوات ، بيعت المزرعة إلى التاجر شيلوك الجشع ، الذي جمع ثروة طائلة من المال الحرام والسلب والنهب ، ولم يكتفي بهذا بل كان يجتز قطع اللحم من أفخاذ القطيع وهي واقفة دون رحمة أو شفقة ، كانت فترة هيمنة شيلوك أكثر وأطول زمناً ، استباح هو ومنافقيه وحلفاء الشر كل شيء في المزرعة حتى الأحذية والنفايات لم تسلم من جشعه . كانت تلك أقبح مرحلة مرت بها المزرعة ، دارت فيها كثيراً من الحروب وكثيراً من الدماء والأشلاء ، جاع القطيع و انهارت الأخلاق كما تنهار الأبراج العالية ، تمزق نسيج القيم وصار رماداً ينثر في الهواء .. ومع كل هذا يطلقوا على أنفسهم لقب حكماء .
المطلب الوحيد
آاااااه يا رفيق العذاب والشقاء .. ماذا نريدُ أنا وأنت ؟ نريدُ نهاراً ذهبياً ، وليلاً مضيئاً  تتلألأ فيه الأضواء وترسم ابتسامات الحب والسلام في مدينتنا المكلومة ، نريدُ  أن يغادرنا الأغبياء الجُددْ ، لا نريدُ غباء جنوني مرة أخرى .   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط المقال :



الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017


      محاولات يائسة وبائسة !      


  أحمد محمود السلامي   


قرأت بتمعّن وفطنة ودون انحياز مقال الصحفي الإماراتي اللامع  محمد الحمادي  رئيس تحرير جريدة "الاتحاد" الظبيانية ، الذي نشره قبل أيام تحت عنوان " التحالف واستفتاء الانفصال" الذي دحض فيه الاتهام الموجه إلى دول التحالف لدعمها دعوات انفصال الجنوب عن الشمال ، وقال إن هذا الاتهام غير صحيح ، وأن دول التحالف ( أكدت أكثر من مرة أنها لا شأن لها بمسألة الانفصال، وأن هذا الأمر شأن يمني داخلي يقرره الشعب اليمني وليس أحد غيره ) .. ووصف الحمادي  محاولة زج أسماء دول التحالف في إجراء الاستفتاء الذي أعلن عنه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي بمحاولة يائسة وبائسة . ودعا الحمادي إلى ضرورة التوافق بين جميع المكونات وان تكون كل القرارات يمنية لا فردية .
جريدة "الاتحاد" هي لسان حال دولة الإمارات ، ورئيس التحرير في أي جريدة رسمية عادةً في مقالاته يترجم سياسة دولته في مختلف القضايا على المستويين الداخلي والخارجي .. هذا ما جسده محمد الحمادي في مقاله المذكور حتى انه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى المجلس الانتقالي ، وهذا ليس سهواً خاصة وانه ذكر الزُبيدي بصفته كمحافظ  سابق لعدن فقط .
يبدو لي أن المجلس الانتقالي هذه المرة تجاوز الخط الأحمر المرسوم له بعد أن تجاوز الخطين الأصفر والبرتقالي واستعجل في بعض التصريحات واعترتهُ نشوة الخطابات والبيانات الغير حصيفة التي يصفق لها البعض دون إدراك ووعي . اعتقد إن جماعة المجلس تحذو حذو خالد بحاح (الجاهل سياسيا) عندما عينه الرئيس هادي نائباً له ، فاغتر ونفش ريشة بغباء ، وبتشجيع من (أفراد) من هنا وهناك جعلته يستعجل ويتوهم انه قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة ، و تحول إلى معارض متعجرف للرئيس الشرعي هادي ومعطل لقراراته وأدخل حكومته في سُبات مقصود  .. وعندما أقيل بحاح راح يستجدي العون من بعض الدول الأجنبية عبر مراكز وشخصيات غير رسمية استمعت له ولم تدعمه .. فلجأ إلى التصريحات الإعلامية الوَاهِيَة التي كشفت نواياه المريضة للوصل إلى الرئاسة .
هذه الحالة تتكرر أيضا مع بعض أعضاء المجلس الانتقالي الذين يذهبون لقضاء الإجازة في الخارج أو المقيمين هناك ويستغلون الفرصة للقاء بشخصيات غير مهمة أو جمع عدد من أعضاء الجاليات اليمنية تحت لافته كبيرة وتحسب بأنها فعالية مهمة نظمها المجلس ، وان الدولة الفلانية تؤيد وتبارك وتدعم كذا وكذا .. وهات يا قص ولصق ونشر ونقاش واختلافات .. كم يوم انتهى المشهد .
 الدول الأجنبية حيث العدالة والإنسانية والقيم النبيلة تقبل أي شخص وتتعاطف معه لكنها لا يمكن أن تخرق القوانين والمواثيق الدولية لأجل سواد عيونه ، حتى تمباكي لو ذهب إلى هناك يشكو من ظلم المجتمع له سيتعاطفون معه ، يمكن أكثر من تعاطفهم مع دعاة السياسة وتجار النضال .
إذاً مادام الجنوبيون لا يستطيعوا التلاحم والتراحم فإن حل قضيتهم الوحيد هو بيد المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقد وضعوه لهم جلياً على الطاولة .. اما الحل السريع ـ من اجل الوصول إلى السلطة ـ عن طريق الثورات والانقلابات والتصعيد الثوري ضد الحكومة وتقويض جهودها حتى تفشل ، هو عبارة عن محاولات يائسة وبائسة يرفضها المجتمع الدولي ويرفضها كل إنسان عاقل ليس لديه مآرب أو مطامع شخصية .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رابط المقال :
http://old.adengd.net/news/283028/

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

     الجنوب .. بحاجة إلى إعادة ضبط  مصنعي !     

   بقلم : أحمد محمود السلامي     

ليلة أمس اعترتني حالة من الأرق بعدما استرسلتُ كثيراً في التفكير والتعجب لما وصلت إليه حالةُ الوطن والمواطن ـ خاصةً في الجنوب ـ من تشتت وتشرذم  وضياع ، بسبب الصراعات المحمومة للسيطرة على السلطة والمال وملذات الحياة الفانية . ليلة أمس هربَ النومُ من عيني أو جفاني ، كما تقول الأغنية اللحجية "كحيل الطرف ما بلقى مثيله " ( جفــاني النوم وأنا والليل مَقْلَب .. مسى الهاجس معي ساهن حليلة ) .
في معمعان الأفكار والتصوّر ، خيّل لي الجنوب وكأنه جهاز تلفزيون ضخم معطل ، تطاولت عليه أيادي تفتقر إلى مهارة الصيانة والإصلاح والوعي ، في محاولات بائسة وفاشلة عمرها خمسون سنة كان نصفها الأخير أكثر فتكاً وضَراوة من ذي قبله .
خلال هذه الجزئية من التفكير المهني تذكرت  يونس نور  احد المهندسين البارعين في العصر الذهبي لتلفزيون عدن كان مبدعاً ومنضبطاً في عمله المتقن ، قليل الكلام ، لم اسمعه قط  يتناقش مع الزملاء في أمور لا تخص العمل .. بعد أن تقاعد فتح ورشة صغيرة في حوش منزلة ليقوم بإصلاح أجهزة التلفزيون والفيديوهات مقابل اجر مناسب ، كان رحمه الله ، له أسلوب متميز لا يحيد عنه في تعامله مع الزبائن (أسلوب انجليزي) ، يسألك اولاً إذا كان احد فتح الجهاز .. إذا قلت له لا ، يقبل فحصه ، ويرفض إذا قلت له : (وديناه عند واحد وما عرف يصلحه ) .. كما انه في أجهزة معينة يطلب منك الكتلوج الخاص بها الذي فيه الدياجرام ـ رسم مخطط الدوائر الالكترونية ـ (Electronic circuit diagram) .
حصلت لي حكاية مع المهندس يونس الذي كان يحترمني كثيراً  .. فقد جاءني مرة احد الأقرباء وطلب مني أن أدلهُ على مهندس ممتاز لإصلاح تلفزيونه المعطل ، فنصحته بالمهندس يونس إذا كان الجهاز لم يتعرض للعبث لأنه لن يقبله .. فقال لي طبعا لم يمسه احد ، فأخذنا الجهاز إلى يونس وهناك سألنا : (حد مسكه؟) قلنا لا طبعاً ، رد علينا : تمام بشوفه ، معك رقمي اتصل بي بكرة .. ثاني يوم اتصلت به كان يصيح ويعاتب في التلفون ليش كذبنا عليه بهذا الشكل وقال : تعال بنفسك شوف ايش في داخل الجهاز . ذهبتُ على طول إلى عنده و أراني دسميس ومجموعة سكاريب وجدهم داخل الجهاز لاصقين في مغناطيس السماعة (مكبر الصوت) .. على طول أخذت الجهاز إلى صاحبه  ولما عاتبته اتضح لي أن أولاده هم من عبثوا به عندما استبسطوا  عملية إصلاحه وكانت أمهم تدري ولم تخبره بالأمر .
في الجنوب توجد سكاريب مهملة انتزعها الرفاق ، أما الدسميس فهو أداة عفاش التي خرب بها كل شيء في الجنوب وخاصة الأخلاق والقيم النبيلة .
بلغةِ اليوم .. الجنوب بحاجة إلى إعادة ضبط المصنع يعني حذف كل البيانات وإعادة برمجته بنسخ أصلية محمية من الفيروسات والهكرز والتطفل ، وبلغةِ الأمس لازم  نودّيه بيت الكمبني (فرع الشركة المصنعة) لأجل الصيانة وتغيير قطع الغيار التالفة بقطع ذات جودة وكفاءة عالية ، أيضاً ـ بيت الكمبني ـ لديهم الدياجرام الكبير الخاص بالجنوب .

 ما نسمعه اليوم من أصوات ونهيق و زعيق ، ما هو إلا (وشوشة وحشحشة) صادرة من جهاز تلفزيون معطل يتنافس على إصلاحه مجموعة من الأغبياء بأدوات الهدم وعقلية غارقة في حب الذات والتعصب المفرط . 

      دعوة المعلمين في عدن للإضراب .. تخــدمُ مَــنْ ؟!     

    بقلم : أحمد محمود السلامي         
أدعو جميع المعلمين والمعلمات وأهالي التلاميذ في عدن والمحافظات المجاورة إلى عدم الاستجابة لدعوة الإضراب الذي دعت إليها نقابة غير شرعية ، وعدم الانجرار إلى الرغبات السياسية المريضة للطابور الخامس الهادفة إلى تقويض العملية التعليمية والتربوية المستتبة في عدن وبعض المحافظات ، لغرض إثارة الفوضى وإغلاق المدارس وإثارة القطاعات الحكومية الأخرى خاصة قطاع الصحة وجرها إلى الإضرابات والعصيان والتخريب والبلطجة والدخول في مواجهات مع أجهزة الحكومة الشرعية تخدم في الأخير سياسة المليشيات الانقلابية وحلفائها دون أدنى شك .. وأدعو حكومة د. بن دغر وقيادة وزارة التربية إلى عدم التهاون مع أصحاب هذه الدعوات الغير مسئولة  خاصة في هذه الظروف المعقدة والصعبة  التي تتطلب من كل أفراد هذا الشعب الأبي التحلي بالحكمة والصبر والتكاتف لإفشال أي دعوات محمومة تضر بمستقبل أبناءنا وتجعلهم جيل أمي لا يجيد إلا التظاهر السلبي والفوضى والسلب والنهب ولغة العنف .
لقد فشلت أجندة إقلاق السكينة والقتل والتخريب في عدن وفشلت كل المشاريع والتشكيلات ضيقة الأفق الرامية إلى دغدغة عواطف الناس الرامية إلى إعاقة وتعطيل جهود الشرعية ودول التحالف العربي في تنفيذ عملية "إعادة الأمل" وتطبيع الأوضاع في البلاد .
في جميع بلدان العالم قضية التعليم وتربية النشء الجديد تعتبر قضية مستقبل امة ووطن لا يمكن المساس بمؤسساتها أو تعطيل مهامها .. وتعتبر أيضاً القضية المجتمعية الأولى التي لا يمكن الإضرار بها مهما بلغت درجة خلاف الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية مع الحكومات .
في حالة تعطل العملية التعليمية كلياً فان أي حزب أو مكون أو تكتل أو جماعة ستتولى في المستقبل دفة الحكم ستجد في المحافظات الجنوبية شعب أمي أفضل واحد فيه يادوب يفك الخط وهذا هو التخلف بعينه .
المعلمين في المحافظات المحررة يستلمون رواتبهم بانتظام  و تبذل وزارة التربية والتعليم جهود كبيرة ـ تشكر عليها ـ في  استمرار العملية التعليمية من خلال تذليل كل الصعوبات التي تطرأ هنا وهناك ، ورغم هذا لا تسلم من النقد الغير بناء والمنشورات الكاذبة والإشاعات المغرضة في وسائل التواصل الاجتماعي وصحف الإثارة .
 المعلمون حالهم حال كل موظفي الدولة ، لم تصرف لهم أية تسويات منذ سنوات بسبب ظروف الحرب الظالمة التي شنها الحوثيون وصالح ، والتي تعطلت
بسببها كل المرافق وشحت الإيرادات العامة وخاصة إيراد النفط الذي كان يشكل 70% من موازنة الدولة .
من حق كل موظف المطالبة بحقوقه الوظيفية ومستحقاته المادية القانونية عبر نقابته الشرعية  المعترف بها داخلياً وخارجياً التي تشكل همزة وصل بينه وبين الوزارات والمؤسسات الرسمية ، غير هذا ستصبح المطالبة كلمة حق يُراد بها باطل .. ولهذا أقول للمرجفين والمضطربين : اتقوا الله في وطنكم وكفوا عن إيذاء الشعب فقد ضاقت بكم و بقرفكم القلوب .


الاثنين، 18 سبتمبر 2017

.                                        .    


       زيارة لمهد تلفزيون عدن   

  بقلم : أحمد محمود السلامي   


سمحت لي الفرصة اليوم لزيارة المبنى القديم لتلفزيون عدن بمعية طالبة ومصورين اثنين من قسم الإعلام كلية الآداب جامعة عدن ، حيث سجلت معي هناك حديث مصور لمشروع تخرجها عن تأسيس تلفزيون عدن . كنت سعيداً  لزيارتي هذا المبنى الذي احتضن تلفزيون عدن منذ ولادته عام 1964م إلى نهاية عام  1978م حيث انتقل إلى عمارة البينو أمام ملعب التواهي  .
 للأسف الشديد أنا لم اعمل في هذا المبنى بل التحقت بالعمل بعد عملية النقل بسنوات ، ولكنني كنت اذهب إليه بين فترة وأخرى للاشتراك في البرنامج الطلابي "جيل الثورة" في فترة الدراسة الثانوية عندما كنت احد قياديي الاتحاد الوطني لطلبة اليمن في م / الأولى (عدن) قبل 42 سنة .. و شاركت ذات مرة (وأنا طالب في الثانوية) في البرنامج التلفزيوني المشهور " نادي التلفزيون " أو كما كانوا الناس يسموه "اطلع درجة" والذي كان يعده ويقدمه احمد الحماطي ، حيث كنت ضمن لجنة التحكيم في حلقة من حلقاته وكانت بين طلبة كلية عدن وطالبات كلية البنات خورمكسر .
لا أخفيكم أنني شعرت اليوم بسعادة تغمرني وأنا ازور هذا المبنى التاريخي العتيق  وجلستُ هناك استرجعُ الذكريات فيه .. كل شي داخلهُ تغير أصبحَ منزلاً يأوي ثلاث اُسر مستورة الحال ،  الاستديو الكبير تم تقسيمه بالأخشاب إلى عدة غرف ، لكن عندما ترفع نظرك إلى السقف تكتشف أن العوارض الحديدة الطويلة التي كانت تعلق عليها كشّافات الإضاءة  لازالت في مكانها كما هي ولم يأكلها الصدى أو الذحل ! البلكونة ايضاً كما هي بنفس الأرضية حتى قطرات الطلاء (الرنج الاملشن)   الأسود والأبيض والرمادي لازالت باقية عليها حيث كان يتم إعداد الديكورات وكأنه لم يمض عليها إلا عدة أيام ، هذه البلكونة أصبحت جزء من تاريخ تلفزيون عدن العريق حيث قدم  فيه أشهر المذيعين والمذيعات مثل علوي السقاف والبلجون وفوزية غانم  الكثير من البرامج الثقافية والحوارية وسجلت فيها عدد من الأغاني خاصة أغنية محمد عبده زيدي فقدان لك أشتي أشوفك بعدما طال الغياب .

الآن المبنى تتزاحم حوله البيوت العشوائية والممرات الضيقة التي تشوه المنظر العام وتفسدُ جمال المكان التاريخي الذي يطل على ميناء التواهي .

الاثنين، 11 سبتمبر 2017




فيديو : اول حكومة بعد الاستقلال 30 نوفمبر 1967م .. حكومة مصغرة برئاسة رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي .






فيديو عن الرئيس الثاني لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية  سالم ربيع علي (سالمين)
  عدن الغد / الامناء / عدن تايم الاثنين 11 سبتمبر 2017م  

    الذكرى 53 .. لتأسيس تلفزيون عدن الصامت !     

  بقلم :  أحمد محمود السلامي  



في 11 سبتمبر 2017م  تمر علينا بصمت الذكرى  53  لتأسيس تلفزيون عدن .. وقد أتتني رسائل عدة من الزملاء والزميلات والمهتمين بهذا الصرح المُغيب ، كلها تتساءل عن ماذا سأكتب بهذه المناسبة . لا أخفيكم سراً ! أنا مليت من الكتابة في هذا الشأن لأسباب كثيرة أهمها صمت وزارة الإعلام الرهيب تجاه مصير إذاعة و تلفزيون عدن بعد أن بحت أصواتنا وجفَ حبر أقلامنا من كثرة الكتابة حول هذا الموضوع الذي يهم كل مواطن غيور على مقدرات وطنه .
بهذه المناسبة ماذا سنكتب غير التذكير بمحاسن هذا الجهاز الذي تعرض للوأد أكثر من مرة منذ أن أصبح قناة ثانية إلى أن سمي بـ قناة عدن الفضائية وصُدّرَ اسمه إلى الخارج واستنسخه ُ الإنقلابيون  في صنعاء .
ماذا أقول بهذه المناسبة وقلبي يعتصره الألم لما وصل إليه حال تلفزيون عدن الحبيب الذي قضيت في استوديوهاته ومكاتبة وغرفه وسلالمه  أكثر من نصف عمري .. دخلتهُ شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط والجد والعمل والطموح وسأخرج منه وأنا كهلاً جاوز الستين من عمره ، لا احمل غير خبرتي الطويلة  في هذا المجال الإعلامي الدقيق والحساس ، وكذلك هو حال الكثير من زملائي وزميلاتي المبدعين الذين هم على قيد الحياة .
لا ادري هل من اللائق أن نتبادل التهاني بهذه المناسبة أو نصمت ؟ هل نترحم على زملائنا الذين غادرونا إلى العالم الأبدي ، أو نتحسر على زملاء آخرين يعيشون بين الحياة والموت بعد أن تدهورت أوضاعهم الصحية بسبب أمراض القلب والسكري وضغط الدم والجلطات التي شلت حركتهم وحرمتهم من التمتع بما تبقى لهم من العمر ؟ 
أيها المواطن الكريم .. هاهم المبدعون الذين ادخلوا البهجة يوما إلى بيتك وقلبك عبر الشاشة الصغيرة ، هاهم يعيشون بين مطرقة الصمت الرسمي وسندان المعاناة والعوز والحاجة بعد أن افنوا أعمارهم من اجل أن ينعم ويفرح الآخرون .. إنهم لا يشحتون ، بل يريدون حقوقهم المسلوبة فقط .. حقهم في العمل والعطاء ، حقهم في التطبيب والعلاج والتداوي ، حقهم في العلاوات ، حقهم في الترقية و التقاعد بعد مشوارهم الطويل في الخدمة .
مع كل هذا الشعور المأساوي المر يتجدد الأمل لدى كل الشرفاء  بوجود  الشباب المتعلم والطموح الذي سيستلم الراية من بعدنا وسيرفعها عالية خفاقة في سماء مدينة عدن ونحن سنكون سنداً وعوناً للمبدعين الجادين في حمل الرسالة الإعلامية الوطنية المتطورة التي سترتقي بتلفزيون عدن نحو الأفضل إن شاء الله .