Powered By Blogger

الجمعة، 21 أبريل 2017


       الإعلام والسلطة .. علاقة هشة !   

أحمد محمود السلامي


أصبح الإعلاميون متهمين بالتقصير في أداء رسالة إعلامية سامية تجاه الوطن وتجاه الشعب ، في ظل هذه الظروف الصعبة والعصيبة .. بل أن البعض ذهب إلى ابعد من ذلك حيث رمى الكثير منهم بتهم الخيانة والعمالة و الارتزاق .. أنا لا أبرئ احد هنا ، ولكني ضد تعميم التهم وضد سارقي مهنة الصحافة والإعلام (ماسحي الجوخ) الذين يضربون بمعايير وقيم  المهنة عرض الحائط  دون استحياء أو خجل . لهذا لا تحمّلوا الإعلاميين الشرفاء فشل أي مسئول أو مؤسسة في انجاز مهامها  وواجباتها في ظل غياب واضح للتنسيق والعمل المشترك بين الإعلام و السلطة .
كنت قد أكدتُ خلال مداخلتي في ندوة "دور الإعلام المرئي في تعزيز الأمن بعدن" التي عقدت قبل عام في جامعة على ضرورة التنسيق بين السلطة المحلية و أجهزة الإعلام والصحافة واقترحت في هذا الشأن تشكيل (غرفة إعلامية) بالمفهوم الدقيق لها ، يرأسها المحافظ أو وكيل أول المحافظة وعضوية الإدارات العامة : الشرطة ، الصحة ، النفط ، الكهرباء ، المياه ، رؤساء المرافق الإعلامية ، رؤساء الصحف المحلية ، وعدد من الشخصيات الإعلامية المعروفة ، مهمتها الرسم والتخطيط والتوجيه الصحيح لنوعية ومسار الرسالة الإعلامية المطلوبة لهذه المرحلة .. ايضا توفير المعلومات والإحصاءات والبيانات للإعلاميين عن أي قضية أو مشكلة أو ظاهرة حتى تعينهم على صياغة رسالة إعلامية مفيدة لا تأتي بنتائج عكسية مطلقاً. للأسف مضى عام ولم يتطرق احد لهذه الفكرة لا  إيجاباً أو سلباً ! رغم أن أخبار الندوة وتوصياتها نُشرت في كل الصحف والمواقع الالكترونية . هناك الكثير من الأفكار ينشرها الإعلاميون والمثقفون والمهتمون و الشباب كل يوم ، بل أنهم ملوا من كثرة نشرها ، وبعضهم أصيبوا بالإحباط  لعدم تفاعل الحكومة الشرعية والسلطة المحلية في عدن مع أرائهم ومقترحاتهم الجيدة.. بسبب الحاجز الذي صنعه إعلاميو الدواوين  والمرافق الحكومية الباحثين عن الزعامة والمال .  
مشكلة المسئول انه  لا يقرأ .. وإذا قرأ .. يقرأ مانشيتات الصحف فقط ! بحجة انه مشغول وما عنده وقت لكلام الجرائد الفاضي .. أما إذا نُشرَ خبر أو مقال عن تقصيره في مهامه أو تعاطيه الخاطئ مع مشكلة حيوية تهم المواطن ، فانه يقيم الدنيا ولا يقعدها ! يطلب كل الصحف و يقرأ الخبر أكثر من مرة ، ويشعر كأن الكرسي من تحته يهتز ، ويسب ويلعن أبو من كتب ونشر .. وهنا البطانة ما تقصر بل تبدع وتتفنن في الرد والتهديد والوعيد ، أما العامة كعادتهم ينقسموا إلى معارض ومؤيد ، ويدخل الجميع في مهاترات عقيمة لا تغني ولا تسمن من جوع .
علينا أن نعي جيدا إن ماراثون المهاترات والشتم والافتراء والتقويل الكاذب للآخر في وسائل الإعلام قد أحدث تصدع جسيم في جسور الثقة المتبادلة بين الإعلاميين والسلطة ، وعلينا أن نعمل جميعاً للحؤول دون  نجاح المآرب الحزبية الضيقة والفئوية المتخلفة التي تستخدم وسائل الإعلام المجتمعي بكثرة لبث سمومها الخبيثة في كل لحظة وحين .
أتمنى أن يحضى هذا الموضوع بالنقاش الجاد والتحليل العلمي باعتبار أن السلطة والإعلام من البُنى المجتمعية الأساسية التي تعيش في تفاعل دائم  يؤدي احياناً إلى صراعات تنعكس على وظائف القطاعات الأخرى في المجتمع ، وتؤثر عليها بشكل سلبي .
https://alomanaa.net/art20297.html
ـــــــــــــــــــــ
    عدن تايم / السبت 15/4/ 2017م       

      عدن .. أصبحت بلا  دُوْمان !     

 احمد محمود السلامي   


عندما تغيب الدولة ، كل شيء يستباح .. ملكية الدولة تستباح .. وملكية الفرد تستباح وحقوقهُ تنتهك .. تتحكم بالمشهد عصابات وجماعات متخلفة ليس لها صلة بالوطنية مطلقاً ، مشروعها هو الفوضى والظلم والاستبداد ، وسلب حقوق المواطن في العيش بأمن وسلام وسكينة .
 ما حدث في عدن مؤخراً ، شيءٌ محزن ومؤسف للغاية ! نزاع حول كشك يتحول ويتطور إلى اشتباك مسلح وسقوط ضحايا بفضل التغذية الخاطئة والدعم المباشر لطرفي النزاع ، بل تبادل التهم المجافية للحقيقة والواقع .. ليست هذه أول مرة تحدث هذه الاشتباكات المروعة في مدينة عدن خاصة في خورمكسر و كريتر ، لكن إذا لم يُنزع الفتيل وتزول الأسباب ستتوسع لتشمل كل مديريات م/ عدن ، والضحية سيكون المواطن المدني البسيط الذي لا ينتمي إلى قبيلة أو قرية أو حتى عصابة مسلحة في حي شعبي .
للأسف الحكومة الشرعية لا تتعامل مع هذه القضية بجدية وشجاعة ، بل تلجأ إلى التهدئة والتسويف من خلال تشكيل اللجان المختلفة ـ على طريقة عفاش ـ للنزول وعقد اللقاءات التي يجري فيها العتاب والمصالحة بعد وجبة غداء دسمة ومقيل فاخر يتم في نهايته الاتفاق على التعويض وإطلاق المساجين ومعالجة الجرحى ، ولا احد يتطرق إلى معاقبة المتسببين لمثل الحوادث الجسيمة بصرامة ! وكأنها حدثت في قرية نائية لا يوجد فيها حتى مجرد ظل للدولة .
في عدن .. نعم يوجد ظل للدولة ، ولكنه يختفي عندما تلتهب بعض المناطق ، تخوفاً من الاحتكاك المباشر مع العابثين بحياة المواطن ، لأنها لا تستطيع حل أي نزاع حلاً جذرياً من دون تفعيل عمل المؤسسات القضائية و أقسام الشرطة والأمن وتنفيذ شعار الشرطة في خدمة الشعب .
 في عدن .. لا تستطيع الدولة حل اي مشكلة حلاً جذرياً في ظل وجود مسئولين وأفراد اعتبروا أنفسهم زعماء فوق القانون ، وليسُ موظفي دولة يعملون لخدم المواطن دون انحياز أو محاباة .
ايضاً في عدن .. لا تستطيع الدولة ، حل اي مشكلة حلاً جذرياً  إذا لم تحارب الفساد المالي والإداري في المرافق الحكومية المدنية والعسكرية ، فهو سبب كل التعثر والإخفاقات والفشل ، والتدني المستمر لخدمات الكهرباء والمياه وخدمات البريد والنظافة والخدمات الأخرى .
كل شيء في عدن أصبح ملتهباً ، قابل للانفجار في اية لحظة دون مقدمات .. عدن أصبحت مثل سفينة كسر دُوْمانها (دفة القيادة) بسبب الصراع على القيادة ، بينما الأمواج تتقاذف بها في كل الاتجاهات .
ياترى.. كيف ستنجو ؟!! 
http://old.adengd.net/news/254430/

ـــــــــــــــــــ

الأحد، 9 أبريل 2017

الامناء ـ الاحد 9 ابريل 2017م
    كُلنا ليلى !!        


   بقلم : أحمد محمود السلامي    

في عدن كلٌّ يغني على ليلاه ! أي لمن يحب من أشخاص أو توجه معين ..  ليلى هنا ، هي رمز حي للعلاقات العشقية السامية بين العرب ، كان لقصتها المشهورة مع الشاعر النجدي قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى في عهد الخليفة الأموي مروان بن الحكم تأثيراً كبير في الشعر والأدب العربي .. ورغم تفوق ابن الملوح على  نظراءه  في شعر الغزل ، إلا انه لم يتهم يوماً معارضيه لحب ليلى بالخيانة او المناطقية أو بالتأمر على قبيلته (بني عامر) مثلما يجري اليوم في عدن ، من  تغنّي وتخوين وسب وشتم وقذف لمن ينتقد أو ينصح مجانين ليلى دعاة العشق (الهبري) الكاذب .
كلٌّ يغني على ليلاه هو حالنا في عدن ، ولهذا لن نستطيع ما حيينا المساهمة الفاعلة في نهوض هذه المدينة التي تزفُ دماً وتدمر كل يوم بايادي أبنائها وتآمر الآخرين .

 آآآآه من كُلنا ليلى .. من ظلم الآه .. من دمع الآه .. من قهر الناس عليك يا عدن .
https://www.alomanaa.net/art20260.html