Powered By Blogger

الأحد، 24 يوليو 2016

    عدن تايم / الاحد 24 يوليو 2016م    

     دعوة لإشاعة الحبّ والإخاء !     

  أحمد محمود السلامي  


التعامل مع الناس أصبح مشكلة كبيرة ، قد تسبب لك الكثير من الألم والغصة  حتى وإن كنت على حق . فحالة من انعدام الثقة و الأنانية والعدوانية  تجتاح مجتمعنا بشكل مخيف وتتسع في كل الاتجاهات دون رحمة ، صحيح أن تردي الأوضاع في البلد هو احد الأسباب الرئيسية في ما آلت إليه لكن طبيعة العلاقات بين الناس لا تتبدل إلا بعد عقود من الزمن ، خاصة عندما تفرض  على المجتمع أنماط جديدة من التعاملات السلبية لم يعرفها من قبل ، مثل الغش والكذب والتزوير والمغالطة والظلم والمغالاة في كل شيء . المرء يحاول ـ بطريقته ـ أن يتأقلم بشكل تدريجي معها حتى يحمي نفسه ليستمر في العيش ، لكنه بالمقابل لا يعي انه يفقد الكثير من السمات الطيبة التي تشد أوشاج المجتمع في نسيج متين وقوي ، فهو يفقد الثقة في الآخرين ويتخلى عن مسؤوليته تجاه الغير و يفكر في مصلحته  الشخصية فقط ، وهنا تضرب مكامن الإيجاب في علاقته مع الآخرين ، وعند البعض تتبدل إلى سلوك القطيعة والعداء .
في هكذا أوضاع يتحتم على الناس التفكير العميق في مصالحهم الشخصية كجزء من الكل (المجتمع) وان أحوالهم لا يمكن أن تتقدم إلا إذا أحسنوا ربط هذا الجزء بالكل عن طريق تبادل المصالح العقلاني الذي يأتي بالنفع التدريجي و يسهم  في إزالة هذه الإشكالية وتحطيم كل العوائق المسببة لها . 
ينهض أمامنا سؤال مهم : هل من السهل القيام بعمل كهذا ؟  قطعاً لا .. اعترف أن المهمة صعبة جداً لكنها غير مستحيلة ! بل هي ممكنة .. شعوبٌ أجنبية كثرة أسلمت على أيدي دعاة لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليد ، وأصبحت تلك الشعوب خير من يدافع على الإسلام بالعمل وبتقديم النموذج الأفضل للمسلم .
نحن مجتمع غريب ! يحب ويكره بعضه البعض في آن واحد ! لا يوجد له كبار لهم وزنهم الاجتماعي والقيمي نحترمهم ونرتاح لهم ونبجلهم لمكانتهم بيننا ، كبار بالفعل وليس بالاسم  والمظهر  والفلوس والمنصب .. كبار يبنوا نهضة ودول وحضارات ليثبتوا إن للفرد  دور مهم في صناعة التاريخ .    
نحن اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى إشاعة المحبة والإخاء والتعايش بين الجميع ، إلى أن يعيننا الله على الخروج من الأزمات والمحن التي تعصف بنا .
 من كل قلبي ادعوكم إلى الحب والى تعزيز قيم التعاون والتآخي والتراحم والتآلف فيما بينكم جميعاً .. بالحب تستمر الحياة وتتحقق الغاية التي خُلِقَ الإنسان لأجلها .

رابط :

http://aden-time.info/RDetails.aspx?artid=1008


الأربعاء، 13 يوليو 2016

صحيفة الأمناء نت الأربعاء 13 يوليو 2016م   

    أيها الصحفيون .. درهمونا !     

  بقلم : أحمد محمود السلّامي .. 



لكتابة الخبر أو التقرير أو المقالة أو ايٍ من الأعمال الصحفية ضوابط ومهارات وفنون ، ان أحسنَ الصحفيُ استخدامها تألق في عمله وبرع في مهنته .. من هذه  المهارات قدرة الصحفي على استخدام اقل الكلمات لتوصيل المعنى المراد إلى الجمهور المتلقي .. لعل هذه القصة التي قرأتها زمان وسأوردها لكم الآن كفيلة بإقناعكم بأهمية هذه المهارة في توصيل المعلومة أو الرأي بأقل قدر من الكلمات :
يُحكي أن احد العرب أرسلَ ابنهُ للدراسة الجامعية في أوروبا في منتصف القرن الماضي .. وكان الأب يرسل لابنه ما يكفيه من الدراهم كل ثلاثة أشهر ، ولكن الابن كان يصرف المبلغ خلال شهر واحد فقط ، ويرسل لوالديه رسالة طويلة بالتلغراف (برقية) يطلب مزيد من الدراهم ويشرح فيها أهمية احتياجه لشراء المراجع والكتب والوسائل التعليمية الأخرى . أول مرة صدق الأب الرسالة وأرسل المال لابنه ولكن عندما تكررت العملية ، امتنع الأب والتزم الصمت .. وبعد فترة استلم الأب من ابنه برقية تحتوي على كلمة واحدة فقط  : " درهمونا " اقتنع الأب بان ابنه فعلاً ليس لديه دراهم لا يملك إلا قيمة إرسال هذه الكلمة ، فأرسل لابنه المال فوراً وبدون أي تردد .. العبرة هنا كيف أبدع الابن في اختيار كلمة رجاء واحدة تعني "أرسلوا لنا الدراهم" بدلاً العبارات التي كان الأب لا يصدقها نظراً لتكاليف إرسالها الكبيرة وأسلوبها الغير مقنع .
للأسف عندما نحاول نقرأ ما يكتبه البعض لا نفهم عن ماذا يتحدثون ولا تصل فكرتهم إلينا واضحة نقية بسبب انعدام الأسلوب والاستعراض الطاغي للأنا .. فيهرب القارئ  قبل أن يكمل القراءة .. وآخر يحاول الابتعاد عن الأمية الصحفية  ويستخدم اللغة الفصحى الثقيلة المشبعة بالأقوال في غير محلها وكأنه يكتب في جريدة المقطم المصرية التي كانت تصدر قبل أكثر من مئة عام ويقع في الفخ الذي نصبه لنفسه بإصرار !
لابد من توفر الانسجام اللازم  بين اللغة والأسلوب لتوصيل الفكرة ، فاللغة هي ثوب الفكرة  والأسلوب هو تطريز ذلك الثوب بالحلي والخرز والخيوط اللامعة ، علينا أن نمعن النظر في هذه المعادلة الجميلة قبل الشروع في الكتابة .. وإلى أن يتم ذلك نقول لكم كقراء : درهمونا وإلا فقدتمونا .
http://www.al-omana.com/art19201.html