Powered By Blogger

الخميس، 10 سبتمبر 2020

10 سبتمبر .. تاريخ محفور في ذاكرة عدن .

بقلم / أحمد محمود السلامي 

 



 

كل عام وفي مثل هذا التاريخ (10 سبتمبر) نحتفل في قلوبنا بعيد العِلم ، بعد ان كنا نحتفل به في عدن بشكل رسمي ويتم فيه تكريم اوائل الطلاب في مختلف المراحل التعليمية والتخصصات في الداخل والخارج ، ويكرم فيه المعلمين المبرزين والمشتغلين في البحث العلمي والكتاب والشعراء .

كان يوم عرس وطني بهيج في عدن والجنوب بشكل عام . ورغم أن التكريم كان يقتصر بمنح ميدالية وساعة يد يابانية ماركة (سايكو) إلا أن القيمة المعنوية كانت كبيرة ، مشهد التكريم والطلوع الى المنصة ومصافحة رئيس الدولة وسط تصفيق مئات الحاضرين كان مشهداً مهيباً ولحظة فارقة في حياة كل المتفوقين ، الأمر الذي كان يمهد إلى دخول حياة علمية وعملية أكثر نضجًا وتأهيلًا وإشراقاً .

اليوم تمتلكنا الحسرة والعبرات تملأُ حناجِرنا ، عندما نتذكر بالقليل من الكلام تلك المناسبة العظيمة والعزيزة على قلوبنا جميعاً  ، وتعجزُ اقلامنا عن الكِتابةِ في حضرةِ ذلك التاريخ المحفور في ذاكرة مدينة عدن وعلى جدار قلوبنا من البطين الى رأس الفؤاد .. في ظل الانحسار والتراجع الكبير الذي تعيشه المدينة  في كل شيء ولاسيما التعليم الذي انحسرت قواه واضمحلت قيمة بمساهمة الجميع , وكأن العِلم اصبحَ عدواً  لنا نخشى منه مستقبلنا .

املنا الوحيد في هذه المدينة المكلومة هو عودة التعليم والأمن والاستقرار ونتمنى ان يتم ذلك على يد محافظها الشاب الاستاذ / أحمد حامد لملس الذي نكنُ له كل الحب والتقدير والاحترام ، وهو ليس بغريب على عدن فقد ترعرع فيها وقاد ثلاث من اهم واكبر مديريات محافظ عدن (الشيخ عثمان ، المنصورة ، خورمكسر) لما يقارب العشرين سنة ، اكتسب خلالها مهارات إدارية وقيادية كبيرة تؤهله لقيادة عدن وإخراجها من وضعها المزري الذي لا يسر احداً .. لكن تحقيق ذلك سيكون مستحيلاً اذا لم نقف الى جانبه كلنا ونؤازره بصدق واخلاص حتى تتعافى وتشفى عدن مما حل بها من كوارث ، وهنا أجدها فرصة أدعو فيها كافة الاطياف والمكونات السياسية والمجتمعية والشخصيات الاعتبارية والشباب ووسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي ، ادعوهم لمساندة المحافظ لملس  ـ او اصمتوا ودعوه يعمل ـ ، لان وجوده على رأس السلطة في رأيي يعتبر أخر فرصة لعدن للخروج من عنق الزجاجة .

 ادعو الله العلي القدير ان يوفقه في مهامه الجسام ويحفظه من كل شر ومكروه ..وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد العِلم .

 

الثلاثاء، 12 مايو 2020

الموت بالكورجة.. بقلم/ أحمد محمود السلّامي / الاثنين 12 مايو 2020م

  

الموت بالكورجة 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بقلم/ أحمد محمود السلّامي / الاثنين 12 مايو 2020م

المباراة العالمية الأخيرة بين الكورونا وبين البشر ستكون في اليمن ! سيُهزم فيها الكورونا بصعوبة ولكن بعد أن يقضي على الملايين من الناس . سيكون الوباء اشد فتكاً بسكان عدن إن لم يتم تدارك الامر من الان ، تسليم الحجر الصحي لمنظمات دولية لا يكفي .. فرض حظر التجوال الجزئي ايضأ لا يكفي ! فرض حظر التجوال الكامل لمدة اسبوعين معناه : موت الناس من الجوع والعطش والأمراض الاخرى في ظل شحة المياه والكهرباء والتطبيب والعوز الجماعي .. الوضع الصحي في عدن كارثي بكل المقاييس ! ليس من اليوم ولكن منذ عدة سنوات تفاقم جداً في الخمس السنوات الاخيرة بسبب المناكفات السياسية واعمال البلطجة والفساد والسرقة والنهب ، والشعب المُسْتَهْتِر الذي يستخف بكل شيء ، يتأرجَح حلمهُ بين تحقيق جمهورية افلاطون وبين العيش في مدينة الفارابي الفاضلة التي لن تتحقق بهذا الشكل .
كل ما يجري الان في عدن من اعمال رش وحظر تجوال وغيرها هي اعمال فاشلة لأنها تنفذ فقط من اجل صرف الملايين ليس إلا ، ولم تنفذ وفق خطة علمية مدروسة مُحكمة الجوانب تشرف عليها جهة واحدة .. للأسف الحكومة غائبة والمجلس الانتقالي يخبط من هنا وهناك و السلطة المحلية تتخبط مش عرافة كيف تعمل مادام الدنيا عادها بخير . لكن عندما تستفحل الكارثة ويقع الفأس في الرأس سيهرب المعرقلون وما ملكت أيمانهم والفاسدون وقادة الغفلة والبلاطجة ، سيهربون الى قراهم في اعالي الجبال والبعض الاخر الى برالصومال وجيبوتي حاملين معهم ما خفّ وزنه وغلا ثمنه من قوت الشعب . 
طيب ما هو الحل ؟ اولاً يجب ان نعترف ونقتنع اننا امام جائحة مميته ووباء قاتل ، سمه ما شئت .. كورونا ،طاعون رئوي ، مكرفس (شيكونجونياChikungunya) ، ملاريا ، حمى الضنك ، حمى افريقية .. المهم نقتنع باننا هدف سهل لوباء قاتل لا يفرق بين غني وفقير ولا يعرف ان هذا شيخ وهذا من منطقة كذا او قائد كذا وهذا اكاديمي وهذا خبّاز وهذا مهندس وهذا جنوبي وذاك شمالي ، فيروس يصل عن الجهاز التنفسي ليدمره ويعاود الانتشار .
ثانياً لابد من تعليق كل الانشطة والمشاريع السياسية وشغل الضَرَائر والالتفات الى المصلحة العامة والتراجع عن اي تصريحات او قرارات سابقة .. حياة المواطن هي الاهم ، الوباء لن ينتظر لما تنتهي الحرب وتقام الدولة الاتحادية او لما تستعاد دولة الجنوب ، او ينتظر لما تقام دولة الخلافة الاسلامية من السند الى الاندلس .. سيفتك بالجميع اليوم او غداً .
ثالثاً  تشكيل حكومة مصغرة ذات كفاءة عالية والسماح لها بممارسة مهامها من عدن بكل سهولة ويسر للإشراف على اجراءات مكافحة الوباء والتخاطب مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الاخرى ونشر الوعي المجتمعي وتوفير الخدمات اللازمة وخلق وضع بيئي مناسب يحد من انتشار الأوبئة ، كما ان على  تلك الحكومة دفع رواتب المدنيين والعسكريين بانتظام وتوفير المواد الغذائية للناس ومراقبة الاسعار في كل المحافظات المحررة . هنا فقط الناس ستتجاوب بشكل ايجابي كبيرة غير مسبوق مع كل الاجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه وهذا التجاوب هو مقياس النجاح الحقيقي لكل عمل منظم وصادق ، لنأخذ العبرة من الشعب الصيني الذي تجاوب سريعا مع الاجراءات الحكومية وطبقها بحذافيرها خاصة في مدينة ووهان مصدر فيروس كورونا المستجد والتي طبق عليها الحظر الكامل طيلة اربعة اشهر، وهناك بلدان عربية مثل الاردن ومصر والسعودية قامت بتطبيق اجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء .
ربما يكون مقالي هذا هو الاخير الذي اكتبه لكم في ظل الظروف الخطيرة التي نمر بها في مدينة عدن المنكوبة ، فانا حالي كحال اي مواطن بسيط يعيش في وضع عام قابل لانتشار اي وباء .. صبرنا وصمدنا امام كل شيء - الحرب ، انقطاع الكهرباء ، انعدام المياه ، انقطاع الرواتب ، ارتفاع الاسعار ، الفساد والبلطجة والنهب والسلب ، انعدام الاخلاق والقيمة الحميدة - لكن يبدو ان معظمنا لن يصمد امام هذا الوباء ان لم تكن هناك صحوة مجتمعية جبارة لمواجهته .. انا اشك ان يتم ذلك !
 ــــــــــــــــ


* الْكَوْرَجَةَ : كمية يزيد عددها عن عشرين ، وكانت هذه الكلمة تستخدم في اسواق عدن زمان لبيع قطع القماش المتنوعة بالجُمْلَة .
                 

الموت بالكورجة 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بقلم/ أحمد محمود السلّامي / الاثنين 12 مايو 2020م

المباراة العالمية الأخيرة بين الكورونا وبين البشر ستكون في اليمن ! سيُهزم فيها الكورونا بصعوبة ولكن بعد أن يقضي على الملايين من الناس . سيكون الوباء اشد فتكاً بسكان عدن إن لم يتم تدارك الامر من الان ، تسليم الحجر الصحي لمنظمات دولية لا يكفي .. فرض حظر التجوال الجزئي ايضأ لا يكفي ! فرض حظر التجوال الكامل لمدة اسبوعين معناه : موت الناس من الجوع والعطش والأمراض الاخرى في ظل شحة المياه والكهرباء والتطبيب والعوز الجماعي .. الوضع الصحي في عدن كارثي بكل المقاييس ! ليس من اليوم ولكن منذ عدة سنوات تفاقم جداً في الخمس السنوات الاخيرة بسبب المناكفات السياسية واعمال البلطجة والفساد والسرقة والنهب ، والشعب المُسْتَهْتِر الذي يستخف بكل شيء ، يتأرجَح حلمهُ بين تحقيق جمهورية افلاطون وبين العيش في مدينة الفارابي الفاضلة التي لن تتحقق بهذا الشكل .
كل ما يجري الان في عدن من اعمال رش وحظر تجوال وغيرها هي اعمال فاشلة لأنها تنفذ فقط من اجل صرف الملايين ليس إلا ، ولم تنفذ وفق خطة علمية مدروسة مُحكمة الجوانب تشرف عليها جهة واحدة .. للأسف الحكومة غائبة والمجلس الانتقالي يخبط من هنا وهناك و السلطة المحلية تتخبط مش عرافة كيف تعمل مادام الدنيا عادها بخير . لكن عندما تستفحل الكارثة ويقع الفأس في الرأس سيهرب المعرقلون وما ملكت أيمانهم والفاسدون وقادة الغفلة والبلاطجة ، سيهربون الى قراهم في اعالي الجبال والبعض الاخر الى برالصومال وجيبوتي حاملين معهم ما خفّ وزنه وغلا ثمنه من قوت الشعب . 
طيب ما هو الحل ؟ اولاً يجب ان نعترف ونقتنع اننا امام جائحة مميته ووباء قاتل ، سمه ما شئت .. كورونا ،طاعون رئوي ، مكرفس (شيكونجونيا Chikungunya) ، ملاريا ، حمى الضنك ، حمى افريقية .. المهم نقتنع باننا هدف سهل لوباء قاتل لا يفرق بين غني وفقير ولا يعرف ان هذا شيخ وهذا من منطقة كذا او قائد كذا وهذا اكاديمي وهذا خبّاز وهذا مهندس وهذا جنوبي وذاك شمالي ، فيروس يصل عن الجهاز التنفسي ليدمره ويعاود الانتشار .
ثانياً لابد من تعليق كل الانشطة والمشاريع السياسية وشغل الضَرَائر والالتفات الى المصلحة العامة والتراجع عن اي تصريحات او قرارات سابقة .. حياة المواطن هي الاهم ، الوباء لن ينتظر لما تنتهي الحرب وتقام الدولة الاتحادية او لما تستعاد دولة الجنوب ، او ينتظر لما تقام دولة الخلافة الاسلامية من السند الى الاندلس .. سيفتك بالجميع اليوم او غداً .
ثالثاً  تشكيل حكومة مصغرة ذات كفاءة عالية والسماح لها بممارسة مهامها من عدن بكل سهولة ويسر للإشراف على اجراءات مكافحة الوباء والتخاطب مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الاخرى ونشر الوعي المجتمعي وتوفير الخدمات اللازمة وخلق وضع بيئي مناسب يحد من انتشار الأوبئة ، كما ان على  تلك الحكومة دفع رواتب المدنيين والعسكريين بانتظام وتوفير المواد الغذائية للناس ومراقبة الاسعار في كل المحافظات المحررة . هنا فقط الناس ستتجاوب بشكل ايجابي كبيرة غير مسبوق مع كل الاجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه وهذا التجاوب هو مقياس النجاح الحقيقي لكل عمل منظم وصادق ، لنأخذ العبرة من الشعب الصيني الذي تجاوب سريعا مع الاجراءات الحكومية وطبقها بحذافيرها خاصة في مدينة ووهان مصدر فيروس كورونا المستجد والتي طبق عليها الحظر الكامل طيلة اربعة اشهر، وهناك بلدان عربية مثل الاردن ومصر والسعودية قامت بتطبيق اجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء .
ربما يكون مقالي هذا هو الاخير الذي اكتبه لكم في ظل الظروف الخطيرة التي نمر بها في مدينة عدن المنكوبة ، فانا حالي كحال اي مواطن بسيط يعيش في وضع عام قابل لانتشار اي وباء .. صبرنا وصمدنا امام كل شيء - الحرب ، انقطاع الكهرباء ، انعدام المياه ، انقطاع الرواتب ، ارتفاع الاسعار ، الفساد والبلطجة والنهب والسلب ، انعدام الاخلاق والقيمة الحميدة - لكن يبدو ان معظمنا لن يصمد امام هذا الوباء ان لم تكن هناك صحوة مجتمعية جبارة لمواجهته .. انا اشك ان يتم ذلك !
 ــــــــــــــــ

* الْكَوْرَجَةَ : كمية يزيد عددها عن عشرين ، وكانت هذه الكلمة تستخدم في اسواق عدن زمان لبيع قطع القماش المتنوعة بالجُمْلَة .