Powered By Blogger

الأحد، 29 يناير 2017

   عدن تايم الأحد 29 يناير 2017م    

       أخافُ على أثيرِ عدن من التلوث !        

  احمد محمود السلامي  




عيب نسميها إذاعة ! عندما تكون أشبه بشخص مخزن يمتلك مسجل ومجموعة أشرطة لأغاني مخادر ، فنانين ومقلدين وطبول وصياح وعويل واصوات رصاص ! وشريط طالع وشريط نازل ، وعندما يشتي يريحك يجلس يحدثك بكلام فاضي لساعات طويلة ، تنساه بمجرد خروجك من باب الغرفة .
الإذاعي الحقيقي يجب أن ينتقي كل وصلة بعناية فائقة وتنسيق فني متقن يراعي فيه كافة أذواق الناس .. هذا إذا كان لدى أي إذاعة هدف ورسالة تعرف كيف ومتى تخاطب بها تشكيلة متنوعة من الأمزجة في المجتمع .. أما المخادر  فتنتهي بـ " نجِيمْ الصباح , أيْشْ جَلّسَكْ بعدما غبنا , سامِرْ على الورد والحِنّا " وبعدها كل واحد يروح يدوّر له على تهريج جديد .. آسف : مخدرة جديدة .
كلامي هذا ليس هجوماً .. لا ابداً ، ولكنه خوف شديد جداً على تراثنا الإذاعي الثري من الاندثار والضياع والسطو .. خوف على أثير عدن النقي من التلوث في ظل غياب الإذاعة الأم ( إذاعة عدن ) وانتشار الفوضى العامة التي تجتاح حياتنا دون رحمة أو شفقة .
إذا لم تستفيد الإذاعات الوليدة من تراكم الخبرات في عقول المخضرمين الذين تتلمذوا ولفترة طويلة علي أيدي كبار مؤسسي إذاعة عدن ــ خاصة في مجالي التخطيط والتنسيق الإذاعي ــ فلن يكن لها مستقبل حتى ولو استعانت بعباقرة من هذا الزمن .

ــــــــــــ

http://aden-time.net/RDetails.aspx?artid=1568

السبت، 7 يناير 2017

عدن تايم السبت 7 يناير2017م  

    قراءة في قرار الرئيس هادي  رقم 2 لعام 2017م    
ـــــــــ
    أحمد محمود السلامي    

في بلد تفتك به الحرب وينخر عظامه الفساد والفوضى يكون فيه المسئول الوطني المحترم مسجون أو رهين المحبس ، لا يستطيع التمتع بأبسط أنواع الحرية وينعم بالأمن والسلام كبقية الناس  ، كما انه مسجون داخل برواز المنصب الذهبي يتلقى كل يوم سيل من السب والشتائم والأخبار المفبركة التي يكيلها له مجموعة من دراويش الدفع المسبق الذين لا يسلكون الطرق المهنية والأخلاقية  لنقل المعلومات والأخبار .. المسئول الكُفُؤ أيضاً مسجون بين مطرقة التكليف والواجب وسندان الواقع الصعب وغياب الإمكانات المطلوبة للعطاء والعمل .. معادلات صعبه في زمن الحرب والمخاض العظيم جعلتني أفكر بعمق في حالنا والبحث بجدية هنا وهناك عن بقع ضوء ينبعث منها الأمل في مستقبل أفضل .
 ما أثار شجوني حول هذه الإشكالية هو  قرار فخامة الرئيس هادي  رقم 2 لعام 2017م بتعيين نائباً للوزير و عشرة وكلاء ووكلاء مساعدون في وزارة الإعلام ، قرار  لازم يحترم بعيداً عن رأينا في الأشخاص المعينين ، بمعنى آخر لابد ان نناقش الموضوع بمنطق بعيداً عن الأهواء والانتقائية المقيتة ، وان نبحث عن شيء مفيد للنقاش بدلا عن الشتم والتجريح الذي يفسد قضية الود والاحترام .

من بين المعيّنين لي أصدقاء ! أثق فيهم كثيراً وأقدرهم أيما تقدير واعرف مدى خبرتهم الجيدة في قيادة العمل الإعلامي ، أما البقية لا اعرفهم يمكن لحداثتهم في سلك الإعلام أو لقلة متابعتي لنشاطهم في المجالات الأخرى .
نحن الإعلاميون نعلق آمالنا الكبيرة على هذه التوليفة ـ التي أتمنى أن تكون متجانسة ـ لشفاء الإعلام اليمني المريض وتشغيل مؤسساته المتوقفة وتأهيلها حتى تؤدي دورها المطلوب في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة ، وهي مهمة ليست هينة ، تحتاج اولاً نكران الذات قبل الولوج إلى العمل بمهنية والتأني والصبر قبل اتخاذ المواقف ، هنا فقط سنرفع لكم القبعات حتى لو كنتم  في البراويز الذهبية وداخل سجن المنصب فكله من اجل الوطن ومستقبل أجياله .
نحن سنكون إلى جانبكم نساعدكم دون ان ترونا ! ولن نبخل عليكم بخبراتنا المتواضعة التي اكتسبناها عبر سنين طويلة .. مقالي هذا هو أول مؤازَرة لكم ولن تكون الأخيرة بإذن الله .
ما شعرت به عند تمعّني في تسميات المناصب في قرار الرئيس هادي ، إنها لم تأتي صدفة أو اعتباطاً .. ولكنها بالضرورة أتت ضمن خطة إعادة هيكلة الإعلام .. فتعين وكيل للتلفزيون ومساعد له ، وكذا الإذاعة والصحافة هذا يعني أن قطاعات جديدة ستتشكل في المستقبل .. إلغاء منصب وكيل الوزارة لشؤون الإذاعة والتلفزيون نفهم منه أن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون سيتم إلغائها مستقبلا ! وأن  وزارة  الإعلام ايضاً سيتم إلغائها وتحويلها إلى هيئة أو مجلس وطني للإعلام !
في اعتقادي أن كل الأمور تسير ولو ببطء وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على أساس تهيئة الأساسات المناسبة والمتينة لطرح مشروع الدستور الاتحادي (رُّمَّانة الميزان ) وإقراره مع بعض التعديلات خاصة في عدد الأقاليم والتي أتوقعها أن تكون ثلاثة أقاليم (جنوبي .. أوسط .. شمالي) والله اعلم .