Powered By Blogger

الجمعة، 25 نوفمبر 2016


                                                   
    هل يقرأ.. الرئيس هادي ما نكتبْ ؟!       

أحمد محمود السلامي

معظم القادة ورؤساء الدول يعتمدون على أفراد مختصين لنقل ما تنشره الصحف والمواقع الالكترونية من أخبار وتقارير واستغاثات وما يهم الوضع بشكل عام على الساحتين المحلية والدولية ، ويقوم المختصون بتلخيص تلك المواضيع أو قصها لصقها كاملة في ما يشبه التقرير اليومي يقدّم لفخامتهم وسموّهم للاطلاع علي أحوال الأمة .. فيما يفضل فريق آخر من القادة والرؤساء قراءة الصحف كما هي دون  تدخل المختصين وكان منهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .
وهناك فريق ثالث لا يهتم بالقراءة ومتابعة حال الأمة عن كثب ويفضل الاستمتاع  بممارسة هواياته مثل الرياضة وتربية الخيول والأناقة الايطالية وتصفيف الشعر والتمتع بروائح العطور الفرنسية وتذوق ما لذَّ وطاب من  أصناف الطعام .
لا ادري فخامة الرئيس هادي ينتمي إلى أي فريق مما ذكرت ! كما يبدو لي أن الوضع يختلف بالنسبة له باعتبار انه خارج بلده التي أنهكتها الحرب وأضنتها الأزمات ، وهو بالتأكيد ليس لديه مؤسسة رئاسية متكاملة ترسم له آلية الاطلاع وقراءة ما تنشره الصحف عن حال اليمنيين بشكل مستمر .. لكن هذا لا يعفيه إطلاقاً من مسؤولية متابعة الصحف والمواقع وما ينشر فيها ، صحيح هناك أقلام رخيصة ووصولية تثير الاشْمِئْزَازِ  بما تنشره من كذب وتشويه واضح يتم تناقله عبر وسائل التواصل بشكل مسعور ـ وهذا لا يعني شيء للإنسان العاقل المحصن بحب الوطن والذود عنه ـ وبالمقابل هناك الكثير من الأقلام الشريفة والمبدعة التي يكن لها القارئ كل الاحترام والتقدير  ويتلهف  لما تكتبه بشغف وحب .
معاونو الرئيس والأجهزة الرسمية المختصة ـ في أي بلد ـ هم من يلعب الدور الأساسي في توصيل المعلومات الصحفية وقضايا الرأي العام دون تسويف ، باعتبارها قضايا وطن وشعب يجب التعامل معها باهتمام بالغ .
إبَّان دولة اليمن الديمقراطي كانت وكالة أنباء عدن (ANA) هي المختصة في توفير المعلومات السياسية والصحفية لقادة الحزب والدولة بشكل مستمر لتلبية هذا الغرض كانت الوكالة تصدر كل يوم ثلاث نشرات صحفية رسمية موثوق بها ـ وهي عبارة عن ملازم ورقية ـ توزع على الوزارات والمرافق السيادية الأولى بغلاف ازرق وهي خاصة بالأخبار .. والثانية بغلاف اخضر تحوي الأنباء وتقارير عالمية وأقوال الصحف توزع على المشتركين من المرافق الحكومية . أما الثالثة بالغلاف الأحمر فكانت محدودة التداول (سرية) وتختص برصد الأخبار والتقارير الصحفية التي تسئ للدولة ، وتوزّع على كبار مسئولي فقط . أهم مصادر تلك النشرات كانت رصد وتسجيل الإذاعات العربية والعالمية حتى وقت متأخر من الليل ومن ثم تتم عملية تفريغ الأشرطة وترتيب وتحرير الأخبار والطباعة والنسخ ، وتكون جاهزة للتوزيع مع شروق الشمس بعد عملية شاقة ومضنية .. بالإضافة إلى هذا كانت عمليات وزارة الداخلية توزع لكبار المسؤولين تقرير يومي عن الحالة الأمنية خلال 24 ساعة يتضمن كل البلاغات الأمنية ، حتى حوادث المرور البسيطة ! الآن الأمر بين يديك .. أضغط على زر تستطيع قراءة كل ما ينشر بدون تعب .

ولكن سؤالي سيظل منتصباً : هل الرئيس هادي يقرأ ما نكتبْ ؟ الجواب يحدده مدى تجاوبه مع ما ينشر من أخبار واستغاثات ومقالات تهم أحوال المواطن المسحوق الذي ينتظر الحلول من ولي الأمر . 

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

عدن الغد 11 نوفمبر 2016م    

        أيه بي سي دي بيجي ؟     

  بقلم : احمد محمود السلّامي   

هذه عبارة بدوية معناها (ماذا سيفعل الذي سيأتي ) وهي من نكتة قديمة سمعناها عن الرئيس هادي عندما كان نائباً لعفاش الذي اعتزم تغيير رئيس الوزراء حينها . وهي نكته ساخرة تعبر عن رأي شعبي حصيف مفاده أن المسئول لا يمكن أن يقدم أكثر من سلفه باعتبار إن كليهما من مدرسة واحدة (مدرسة الفساد) وفي بلد تعمهُ الفوضى واللامبالاة .
اليوم الكلّ يتساءل عن من سيأتي (دي بيجي) بعد هادي .. هل هو احد المهرجين الفاسدين الذي حتماً لن يفعل أكثر مما فعله الرئيس التوافقي الحالي ! لاعتبارات كثيرة أهمها أن اليمنيين فشكلوا في ترتيب بيتهم فلجوءا إلى تغيير واجهة السور الرئيسية وتركوا من في الداخل في صراع مستمر !  وهذا هو الفشل الذي سيرجعنا إلى خط البدء وسيكون أسوء بكل تأكيد مما نحنُ عليه الآن .
البلد بحاجة إلى إرادة شعبية عارمة تزعزع عروش الفاسدين والمتحكمين في قوت الناس وحقوقهم الأساسية ، البلد بحاجة إلى رجال دولة أكفاء تاريخهم  ناصع البياض جيوبهم لم تتلوث بالمال الحرام ، رجالٌ يخافون الله ويتقوه في كل أعمالهم .. أيديهم لم تتلطخ بدماء الأبرياء والمظلومين من اجل المنصب أو الزعامة.
 مستحيل بلد يقطنه أكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة لا ينتج رجال دولة جدد ! أو أن الدهر توقف عند هذه الوجوه المحنطة فأكل عليها وشرب ! إذا كان الأمر هكذا فهناك خلل جسيم في المجتمع يجب التوقف عنده وإصلاحه قبل أن نبدّل زعيط بمعيط وكأنهم قطع خشبية على رقعة الشطرنج .