Powered By Blogger

الثلاثاء، 20 مايو 2014

الإرهاب .. والإعلام الرسمي .. وطُلبة الله !!

أحمد محمود السلّامي .. صحيفة الامناء 15 مايو 2014م

  ** تخيل شخص نائم وعندما يستيقظ لدقائق معدودة يتكلم كلام غير مفهوم وقديم ويستخدم مفردات عفا عليها الزمن ويرجع يغط في نوم العسل فاتح يده لما سخره الله من رزق . هذه الصورة الكاريكاتورية تجسد حال إعلامنا الرسمي المريض الذي لا يجد إلا المديح والتلميع من خلال الكلام الإنشائي الرنان الطنان الذي يقوله معظم المذيعين والضيوف الغير متخصصين في البرامج الحواري الذي لا يعكس إلا ميولهم الفردية الأنانية . الإعلام لاعب أساسي  ضد الإرهاب بل أن  العمليات الإرهابية المدروسة هي في مجملها من اجل بث الرعب عبر وسائل الإعلام وخلق أجواء الارتباك والفوضى تتيح انتشار الشائعات المغرضة ، التي يستخدمها الإرهابيون ضد الأنظمة السياسية المحلية بهدف بث الرعب العام  والخوف بين المواطنين حتى يشعروا  بعجز الأجهزة الأمنية عن توفير الأمن والسكينة ، وهي الغاية الأساسية للإرهاب التي يراد منها دفع الرأي العام إلى الاقتناع بان هذه الجماعة أو تلك لديها انجازات مخيفة وجبارة لا تقهر . إذن الحرب الإعلامية هي الأخطر في مواجهة الإرهاب لعدة اعتبارات أهمها انه (الإرهاب) يتسلّح بالإعلام للترويج لأهدافه ومراميه !! الجماعات الإرهابية تحرص في معظم الأحيان على توثيق عملياتها الإرهابية بدء من نشر الفيديو الذي يظهر الانتحاري وهو يتوعد .. والباقي تقوم به أجهزة الإعلام الرسمية حتى تكتمل الصورة الوحشية والمرعبة في نفوس الناس فتقوم فتظهر الدمار والخراب والقتلى والخسائر الجائرة.. بعد ذلك  ينفرد إعلامنا الرسمي بنشر أخبار وبيانات التنديد والوعيد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر حسب الحدث ويتوقف ، ويأتي بعدها دور المقالات السياسية الإنشائية و البرامج الحوارية التلفزيونية بضيوف هم أنفسهم من نشاهدهم منذ  أزمة 2011م مروراً بمؤتمر الحوار وكل المحطات الأخرى  وكأن البلاد لا يوجد فيها أشخاص غيرهم بل أن بعضهم لازال يظهر في الشاشات بنفس البدلات التي كان يظهر بها منذ ثلاث سنوات ويردد نفس الكلام المنمق مع تغيير الأسماء  . أن هذا التعاطي الإعلامي الرسمي الهابط مع قضايا مهمة كقضية الإرهاب بكل تأكيد سيفرز حالة من الشك  و اللا مصداقية  تجاه وسائل الإعلام الرسمية  المختلفة وهذا ما يجعلها أجهزة إعلامية هشة وغير مؤثرة  . للأسف الشديد القيادات الإعلامية تتعامل مع القضايا الهامة بشكل روتيني وتقليدي للغاية ولا تكلف نفسها مثلاً بقراءة توجيهات رئيس الجمهورية الصادرة إليها بخصوص فعالية معينة فيقوم اي احد من مكتب الوزير بكتابة مذكرة يوقعها الوزير إلى الوكيل او مدير عام المؤسسة المعنية يقول فيها  : نرفق لكم نسخة من رسالة فخامة رئيس الجمهورية الخاصة بكذا وكذا نرجو الاطلاع وتوجيه الأجهزة بتنفيذ ما جاء بالرسالة ، وهو بدورة يحرر رسالة إلى رؤوسا الأجهزة والقطاعات يقول فيها: نرفق لكم نسخة من رسالة الأخ الوزير ونسخة من رسالة فخامة رئيس الجمهورية الخاصة بكذا وكذا نرجو الاطلاع وتوجيه الإدارات المعنية بتنفيذ ما جاء . وهكذا تمر التوجيهات إلى ان تصل إلى المحرر او معد البرامج او المخرج الغلبان الذي مطلوب منه عمل المستحيل في ظرف أيام قليلة وبسرعة ! في الوقت الذي ينام خلف المكاتب الوثيرة عشرات المستشارين والمساعدين والمدراء ونوابهم ينتظرون المبالغ المخصصة لهذا التكليف او ذاك .. وكلها وطُلبة الله !!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الرئيس هادي وثعابين اليمن 

أحمد  محمود السلّامي .. 
الامناء 13 مايو 2014م




  **  في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون عدن (القناة الثانية حينها) في مقر إقامته بمدينة عمّان بالأردن في فبراير 1994م 
وصف الرئيس السابق علي ناصر محمد  الذي كان يحضر حفل توقيع وثيقة العهد والاتفاق وصف السُلطة  بأنها كالرقص 
على رؤوس الثعابين . الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما سألته مذيعة قناة العربية منتهى الرمحي في مقابلة  عام 
2011م عن هذه المقولة قال "صحيح لكن يعتمد على الراقص ". والراقص هنا يُفهم على انه ذلك الحاوي الماهر الذي يلعب 
بالبيضة والحجم ويروّض الثعابين ويرقص على رؤوسا .. لكنه يظل في وضع خطر ويزداد خطورة  دائماً مادامت هذه 
الثعابين تعيش وتتكاثر وتنتشر على  طول البلاد وعرضها . الرئيس عبدربه منصور هادي في وضع لا يحسد عليه لم 
يختاره لنفسه ولا سعى له كما سعي الآخرون هو لا يجيد الرقص مثل سلفه .. انه محارب ولاعب ماهر في ساحات القتال 
والبطولات .. وهو الفدائي الشجاع الذي يناضل من اجل الحق والحرية والكرامة الشرف .  في لقاءه مع قيادات السلطة 
القضائية في مارس 2012م قال هادي  « لقد ساقتني الأقدار إلى تحمل هذه المسئولية ولم يكن لدى ميول لها أو ابحث عليها 
ولكني كنت أود الإصلاح بين المختلفين بطريقة مخلصة من أجل تجنب الوطن الحرب والويلات والانقسام ليس إلا». 
كلمات صادقة قالها الرجل فهو يعاني أيما معاناة من تلك الثعابين وأعمالها التي لا توصف ، ساقته الأقدار  إلى هذا المنصب  
وتحمل المسؤولية مكرهاً ..توافق عليه الجميع بمختلف مآربهم وأهدافهم ونواياهم .. هادي وجد نفسه مسئولا عن دولة 
تحتضر قضيّ على مفاصلها ومواردها وجيشها وأمنها ومطلوب منه أن يخرجها من وضعها المأساوي وينقذها من  شفاه 
الهاوية .. نجح الرجل إلى حدٍ كبير في وقف النزيف والتدهور والجلوس والتحاور .. وحاول بعضهم أن ينقض عليه عندما 
وجدوه لا يخدم مصالحهم الخاصة .. الثعابين اليمنية لم تعد ثعابين تقليدية برأس واحد بل أصبحت كبيرة تجمع بين صفات 
الثعابين والتنانين والإخطبوطات والتماسيح والزواحف الفتاكة الأخرى .. فالفساد أصبح إخطبوطا محترفاً يشفط موارد 
الدولة  اولاً بأول دون حياء أو حشمة.. والإرهاب تنيناً يحرق الأخضر واليابس دون رحمة ولا شفقة ، اما المتنفذون 
والمتخلفين من رجال القبائل فأصبحوا تماسيح شرهة تنقض على كل من يقف أمامها وتلتهمه بطريقة بشعة ومقززة ناهيك 
عن ثعابين الفقر والتخلف والجهل والمثقفين الانتهازيين. هذه الثعابين أو الزواحف الشرسة لا ينفع معها الرقص أو التحاور 
ابداً ابداً .. فهي لا تلجأ إلى الهدنة إلا لتغيير جلدها ومن ثم مواصلة نشاطها المسعور . وهي تدرك أن اي تفاهم أو توقف 
يعتبر مسمار في نعشها . المحارب هادي ومعه كل الشرفاء يدركون جيداً أن الحل الوحيد هو القضاء النهائي على تلك 
الثعابين بإخراجها اولاً من جحورها و تحصيناتها وشل حركتها من ثم دك رؤوسها واحداً تلو الأخر .. المهمة صعبة ومعقدة 
جداً .. بل إنها أحيانا تبدو مستحيلة .. ولكنها لن تكون مستحيلة إذا اصطف كل الشرفاء إلى جانب الرئيس المنصور هادي 
ويحاربون معه في خندق واحد دون هوادة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليس سراً يا رفيقي أن أيامي قليلة!

أحمد محمود السلّامي .. صحيفة الامناء الثلاثاء 7 مايو 2014م



  ** مَنْ منّا لا يحبُ الحياة ؟!! طبعاً كلنا نُحبها نتشبَّث بها رغم كل الشقاء والكد والتعب والمعاناة نحب الحياة .. لكل شخص في هذه الدنيا طريقته وأسلوبه الخاص في العيش والاستمتاع بطعم الحياة وملذاتها .. حتى الحيوانات والحشرات والأزهار أيضا لها أسلوبها الخاص في الحياة ولها فلسفتها في المقاومة من اجل البقاء على قيد الحياة .. الإنسان في بعض الأحيان يستنبط الحِكم والعِبر من حياة الكائنات الأخرى وفطرتها في الحياة . كل شئ من حولنا بحلوة ومره يمنحنا الأمل والتفاؤل على العيش بسلام في هذه الدنيا وننعم بخيرات الله وننسجُ الأحلام الوردية الجميلة رغم معرفتنا المسبقة بأننا زائلون  .. الحياة موجودة في القلب وفي العين وفي الشفاه .. في الجباة السمر وفي السواعد العارية التي تلفحها أشعت الشمس في السهول والجبال ومياه البحر وفي  أوراق الشجر .. في كل شئٍ حياة .. وفي كل شئ كُتبت قصائد وأشعار أبهجتنا وأطربتنا على مر العصور وخاطبت الوجدان والمشاعر  وحـملت بين مفرداتها معاني الأمل والتفاؤل والإقبال على الحياة .. كثيرون منا يتذكرون بعض تلك الإبداعات الشعرية والأدبية والفنية الجميلة وقد يحفظونها عن ظهر قلب ويرددونها من وقت لآخر  . أول قصيدة أو أغنية جعلتني أعي فلسفة وتهذيب الحياة منذ كنت صغيراً ومازلت إلى اليوم اسمعها وارددها بكل شغف وحب  رغم انسياب الأيام ونزيف العمر كانت أغنية (سوف أحيا) للسيدة فيروز  أنها إبداع الشعر وإبداع اللحن وإبداع الصوت ، كتبَ كلماتها الشاعر الغنائي المصري الراحل مرسي جميل عزيز الذي غرس في أشعاره دعوته للحياة والحب والأمل والتفاؤل .. وجسّدها لحناً وموسيقى على مقام الرست الأخوان رحباني عام 1955م. ثلاثية جمعت المعنى الجميل واللحن الشجي والصوت الملائكي .. كنت اسمعها من إذاعة عدن ومن ثم شاهدت فيروز وهي تشدوا بها في التلفزيون الأبيض والأسود في تصوير بديع ورائع يشدك بلقطاته وصدق تعابير شخوصه . استطاع الشاعر في قصيدته أن يقنعنا بالإصرار على الحياة والتمسك بها من خلال تساؤله (لِمَ لا أحيا )  وضرب لنا مثال رائع في معرفة سر الحياة من الأزهار التي عمرها يوم وتحياه كاملاً ولا تضيع وقتاً في أمور أخرى ( إن أردت السر فاسأل عنه أزهار الخميلة ... عـمرها يوم وتحـــــيا اليوم حتى منتهـاه ) لماذا نحن لا نأخذ الحِكمة من الزهور ونعرف سرها ونعيش أيامنا والتي وصفها الشاعر بأنها قليلة ولكنها بسمات طويلة ؟ لماذا كلما تقدم بنا العمر وشاخت هممنا نستسلم لليأس والقنوط ونقعد ننتظر الموت في كل لحظة وحين ؟  لِمَ لا نحيا ما تبقى من عمرنا المجهول .. هناك أيام ينبغي أن نعيشها, وأعمال لابد من إنجازها ,ونجاحات لابد أن نحققها .. ( إن نـور الله في القلـــــب وهـذا ما أراه) .
(العبارات بين الأقواس كلمات من قصيدة سوف احيا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


صديقي دانتي وسيفُ العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  أحمد محمود السلّامي .. الاحد 4 مايو 2014م



في نهاية سبعينيات القرن الماضي التحقت بالدراسة في جامعة الصداقة بمدينة موسكو وكانت هذه الجامعة تتبع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي وطلابها من مختلف دول العالم من إفريقيا والهند الصينية أمريكا اللاتينية والدول العربية ، طلاب من دول كنا نسمع بها لأول مرة مثل سيراليون وتوجو و الإكوادور و الهندوراس ، خليط من مختلف أجناس المعمورة ، كانت جامعة الصداقة تختلف عن سواها من الجامعات الروسية وبلدان الاتحاد السوفيتي من كل النواحي ، فمثلاً كان لا يسمح لاثنين طلاب من بلد واحد أو يتحدثون لغة واحدة السكن في غرفة واحدة ولابد أن يكون في كل غرفة طالب روسي هو المسئول عن الغرفة , كان حظي في السكن في سنة أولى جامعة مع طالب يكبرنا في السن من بيلاروسيا وكان يأتي إلى الغرفة احياناً نتيجة لانشغالاته الحزبية ، اما الثاني فكان "دانتي"  بيروفي  من أمريكا اللاتينية شاب لطيف ومجتهد ، كانت علاقتنا رسمية جداً في البداية .. كنت إلا حظه في المساء يأتي متأخراً وينام بكل هدوء وعندما كنت اصحي في الليل وأقوم لشرب الماء كان يستيقظ  وفي الصباح يستيقظ قبلي ويغادر إلى الكلية وهكذا مرت الأيام إلى أن جاء شتاء موسكو القارس وانخفضت درجة الحرارة إلى دون الصفر وحلت بنا كآبة الشتاء .. أصيب دانتي بنزلة برد الزمته الفراش .. ذات يوم رجعت من الكلية إلى غرفتي ووجدته مريضاً ومحموماً ومرعوباً  سألته ماذا بك ؟ أشار لي إلى حنجرته .. طيب! هل أكلت حاجة من الصبح  ؟ قال مش ضروري .. أحضرت له حليب ساخن وتوددت إليه إلى أن شربه وبعدها أحضرت له شاي بالليمون . في العصر أخذته إلى العيادة وكان يرتعد من الخوف وكأنني أسوقه إلى ساحة الإعدام .. عدت به إلى الغرفة بعد أن اخذ حقنة خافضة للحرارة والأدوية الأزمة ورحت ابحث عن أصدقاءه لأخبرهم بمرضه .. ثلاث أيام مرت وأنا أرعاه أقدم له الأكل واجلب له ما يحتاج من السوق . شفي دانتي .. تغير! بدأ يبتسم لي .. وصار لطيفاً جداً تغيرت مواعيد  مجيئه وأسلوب تعامله معي وأصبحنا نتحدث في كل المواضيع  .. وصارحني بأنه عندما عرف بأنني عربي  ذهب فوراً إلى المسئول على السكن وطلب كتابياً نقله إلى غرفة أخرى  ولم يستجاب لطلبة حينها. وسألته عن سبب طلبه فقال لي : "إن الذي نعرفه عن العرب أنهم يعيشون في الصحراء ويقتلون بعضهم بعضاً بالسيف ولا يتوانون عن قتل أي شخص أو ذبحه ولهذا كنت خائف منك وخاصة عندما أصريت على ان تأخذني إلى العيادة " وواصل مقهقهاً : كنت أقول أكيد بياخذني  إلى الغابة المجاورة ويذبحني هناك " . اندهشت كثيراً من هذه الصورة المطبوعة في أذهان الكثير من الأجانب في ذلك 
الوقت وتناقشت معه كثيراً لأغير مفهومه حول العرب   ..  ألان تغيرت الصورة !! من الصحراء والسيف إلى الرشاش والحزام الناسف .. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م  الصقوا بنا كلنا تهمة الإرهاب .. وأصبح العربي والمسلم في كل بلدان الله تحت الشبهات والمراقبة . بل أن هذه التهمة أصبحت تؤرق مضاجعنا وتعكر صفوف راحتنا وأمننا . بدون شك بعض العرب لهم إسهام واضح لتشويه صورتنا أمام العالم ، زمان حصروا الشخصية العربية في البدوي الذي يعيش هو وسيفه وناقته في الفيافي الرحاب من خلال قصص روجت على أساس إنها تراث يُفتخر به  . أما اليوم فالعربي هو الإرهابي الذي يُقتِل بلا رحمة ولا شفقة دون أي وازع يذكر . متى سيُحسِن العرب صورتهم وسمعتهم العالمية ويكون لهم شأن مهم بين الدول العالم كونهم يمتلكون ثلثي إنتاج العالم من النفط، واحتياطي من البترول يكفي العالم 1500 سنة قادمة . ترى ماذا سيفعل العرب خلال هذه السنوات الطويلة القادمة هل ؟!!  
.............
ذكرى فاجعة طائرة الدبلوماسيين 30 ابريل 1973م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد محمود السلّامي .. عدن الغد : 30 ابريل 2014م




* 41 سنة ولم تكشف نتائج التحقيق

حتى وان لم يكن هناك تحقيق فني واضح حول انفجار أو تفجير الطائرة DC3 (الداكوتا) التي عرفت بطائرة الدبلوماسيين كان لابد أن تظهر نتائج التحقيق الذي قامت بهِ اللجنة المكلفة آنذاك ليس لنبش الماضي وإذكاء الفتن كما يتصور البعض وإنما  لغرض استخلاص الدروس والعبر من الماضي .. لان الحديث عن تلك الطائرة يملأ المواقع والمنتديات الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي  فمنهم من يكتب لغرض الشتم والتجريح .. وهذا يدعي انه يعرف كل شئ ..وهذا يُنظِر ويفند الحكايات .. كل هذه العملية تؤدي إلى إضافة روايات وأقوال ملفقة وغير صحيحة ستؤدي إلى طمس الحقائق . اليوم وبعد مرور 41 سنه المطلوب إماطة اللثام عن أسرار الحادث والاعتذار لأُسر الضحايا وجبر الضرر الذي نتج عن فقدان تلك الأسر لأربابها وأبنائها   . حادث الطائرة (الداكوتا) التي كانت متجهة يوم الاثنين 30 ابريل من عتق إلى مطار بحران في محافظة حضرموت لا زال حتى اليوم رغم مرور كل هذه السنوات  يكتنفه الغموض فهناك العديد من الأسئلة وكثير من علامات الاستفهام تدور حوله وتنتظر الإجابة .  هل هو حادث عرضي أو انه حادث مدبر . حتى الدبلوماسيون والمشاركون في المؤتمر الذين كانوا على متن الطائرة الثانية (الانتينوف) و لايزالون أحياء إلى اليوم ، لم يدلوا بشهاداتهم الكاملة للتاريخ والإفصاح عن ما لديهم من معلومات والبعض منهم يرفض التحدث في هذا الموضوع اطلاقاً .

* مؤتمر الدبلوماسيين لماذا ؟!!

مابين 15 و22 ابريل 1973م عقد المؤتمر الأول للدبلوماسيين بمدينة الشعب بعدن ، وتقول وثائق المؤتمر : عقد المؤتمر إنطلاقاً من المبادئ والأهداف الأساسية للسياسية في برنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ومقررات المؤتمر العام الخامس للتنظيم السياسي الجبهة القومية وحرصاً على تطوير فعالية ونشاط وزارة الخارجية بما يواكب المنجزات الثورية على الصعيد الداخلي .. إذن عقد المؤتمر كان بقرار سياسي ثوري لأجل ربط  أعضاء البعثات الخارجية بما يدور بالداخل خاصة الانجازات الثورية مثل مصادرة الأراضي وإقامة مزارع الدولة والتعاونيات والمشاريع الأخرى ! مع العلم أن معظم السفراء شخصيات لها وزنها الكبير في تأسيس الجبهة القومية وبعضهم كانوا وزراء ووكلاء وزارات ومحافظين بعد الاستقلال ونتيجة لخلافهم في الرأي والموقف مع رموز السلطة الجديدة جرّدوا من مناصبهم و أرسلوا إلى سفاراتنا في الخارج للعمل فيها  . وفي المؤتمر العام الخامس (مارس 1972م) تم الإفصاح عن نهج التنظيم والدولة وهو استمرار الفعل الثوري الديمقراطي ، إذن هدف المؤتمر كان واضح ، وهو  إحداث تغيير ثوري (...) في وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية مع العلم أن مؤتمرات من هذا النوع قد عقدت لشتى القطاعات ، المؤتمر التربوي ، مؤتمر التعاونيات والفلاحين ، الرياضيين ، الطلاب الشباب ، الشرطة والجيش ..... الخ .

* أهم ما جاء في قرارات وتوصيات المؤتمر الأول للدبلوماسيين . 

قال لي احد الذين شاركوا في المؤتمر إن مشروع قرارات وتوصيات المؤتمر الأول للدبلوماسيين قوبل بجدل كبير واستهجان واضح من قبل معظم المؤتمرون .. ومن المفارقات العجيبة في قرارات وتوصيات المؤتمر أن المؤتمرين طالبوا الجهات المختصة في الدولة بتطهير أنفسهم ، كما ورد بالنص في التوصية رقم (4) : "يوصي المؤتمر بعد أن ناقش مجمل السلبيات السياسية بأن تقوم  الجهات المختصة في الدولة بتطهير وزارة الخارجية بديوانها وبعثاتها من تلك العناصر التي تتخذ من الوظيفة الدبلوماسية وسيلة للاسترخاء والانتفاع نظراً لقصورها السياسي وعجزها الإداري ولعدم استيعابها وترجمتها للتطورات الثورية .. أو التي لا تعمل من اجل المصلحة العليا للجماهير اليمنية الفقيرة " . اما التوصية رقم (8) تقول : "بعد أن تكشّفت الأمور عن الضعف في العمل السياسي بين موظفي وزارة الخارجية (الديوان والبعثات ) يؤكد المؤتمر على ضرورة تطعيم الوزارة تمتلك القدرة السياسية ، على أن يبث قي ذلك سريعاً ." المقصود هنا ضعف النشاط التنظيمي (الحزبي) باعتبار أن كادر وزارة الخارجية كان من السياسيين المخضرمين والمجربين والمؤسسين للعمل السياسي والنضالي  , والبث السريع هو أن تحل العناصر الجديدة محل تلك القامات السياسية المعروفة , وهذا ما أكدته التوصية رقم (12) التي نصت على ضرورة إيجاد علاقة متينة وايجابية بين وزارة الخارجية ودائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية لتنظيم الجبهة القومية . وهو يعني تبعية الوزارة للدائرة من حيث رسم السياسة الخارجية  أو اختيار الكادر البشري ومراقبة نشاطهم .
كما أوصى المؤتمر بتشكيل مجلس أعلى لوزارة الخارجية ، من وزير الخارجية وسكرتير دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية لتنظيم الجبهة القومية ووكيل وزارة الخارجية وبعض رؤساء الدوائر والأقسام في الوزارة ، يتولى متابعة التقارير السياسية للبعثات السياسية والقنصلية ووضع القواعد الخاصة بندب الموظفين ومنحهم الألقاب .
فيما يتعلق بالمغتربين عبرت التوصيات عن عدم رضاها عن العمل السياسي بين أوساط الجاليات في الخارج ورأت إعطائه الأهمية البالغة لأنه يعد من المسائل الأساسية والمباشرة من خلال تنظيمها وتربيتها (الجاليات) بالثقافة الوطنية ورصد تحركات الثورة المضادة وسط الجاليات . وطالبت التوصيات بإتباع أساليب كفيلة في إقناع الرأسمال الوطني المغترب بالمساهمة الايجابية في تنمية البلد اقتصادياً من خلال فتح صناديق التبرعات للدولة . 

*خلاصة القول
في اعتقادي أن مهمة البعثات الدبلوماسية في الخارج كانت صعبة للغاية .. فهناك عشرات  الآلاف من المواطنين الذين نزحوا بعد الاستقلال إلى دول الجوار والبلدان العربية والأجنبية .. وقبل  شهور من المؤتمر تمت عملية تأميم ممتلكات القطاع الخاص وضربه نهائياً في الوقت الذي تطالب فيه السلطة الوليدة السفراء والبعثات الدبلوماسية بالعمل السياسي الفاعل بين الجاليات في دول المهجر لمنع انخراطهم في التكتلات السياسية في الخارج ، كان الأمر فعلاً صعب ومعقد ، ولكن هذا لا يعني أن قراراً كان قد اتخذ بتصفيتهم ، خاصة أن السلطة السياسية العليا كانت تستطيع إقالتهم بكل بساطة و أريحية ولا من شاف ولا من دري ، ولكن الغموض الذي اكتنف أسباب سقوط الطائرة أو تفجيرها فتح الباب واسعاً أمام التكهنات والتفاصيل الكثيرة والمثيرة والمملة احياناً .. فرضية تفخيخ طائرة الداكوتا ستظل قائمة إلى أن تظهر الحقيقة الكاملة والموثقة التي ستدحض كل الاجتهادات والأقاويل التي سمعناها كثيراً . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراشن وكفة الميزان
ــــــ....ــــــ....ــــــ

** أحمد محمود السلّامي ..صحيفة الامناء 27 ابريل 2014م




  * كلمة الراشن هي من أكثر الكلمات المتداولة في عدن وهي في الأصل كلمة غير عربية معناها (حصة غذائية أو مؤنه ) تجدها بالانجليزية (Ration) وتتشابه مع كثير من لغات ذات الأصل اللاتيني . ومن المرجح أن كلمة راشن دخلت إلى  اللهجة العدنية في سنوات الحرب العالمية الثانية (1940 ـــ 1945) عندما عانت عدن شحة التموين الغذائي واختفاء الكثير من السلع بسبب توقف حركة التجارة العالمية بين الدول، وقد لجأت السلطات البريطانية في عدن إلى تـقنين عملية التموين الغذائي ببيع حصة غذائية معينة لكل أسرة شهرياً . استمر استخدام كلمة راشن وأصبحت إحدى مفردات اللهجة العدنية . 
في عام 1972م عادت كلمة (الراشن) إلى الصدارة فبعد أن أُممت مؤسسات القطاع الخاص التجارية والاقتصادي والمحلات التجارية الصغيرة بشكل عام واحتكرت الدولة عملية الاستيراد برمتها وخُفِضت رواتب الموظفين نشأت أزمات تموينية 
حادة بسبب عدم قدرت الدولة على شراء السلع من الخارج نتيجة الروتين الشديد وعدم الخبرة و افتقار خزينة الدولة إلى العملة الصعبة وكذلك رفع ضريبة الاستيراد من 1% إلى 30% مما أدى إلى هروب رأس المال المحلي إلى الخارج . على أثر هذا كله أصدرت الدولة بطاقة تموينية لكل أسرة (عبر مرافق العمل ولجان الدفاع الشعبي ) حُددِت فيها حصة معينة لكل فرد من المواد الغذائية مثل الرز والدقيق والسكر والزنجبيل وزيت الطبخ وألبان الأطفال ، عرفت باسم بطاقة الراشن .. وكانت عملية شراء المواد التموينية والخضروات تتم من خلال طوابير طويلة أطلق عليها الناس : (الكيلو) نسبة الى معيار الوزن الجديد الذي حل محل الرطل  والاوقية   . ألان انقلب الوضع ..  لا حصص ولا طوابير الكيلو ولا بطاقات تموينية !! الأسواق تعج بالمواد الغذائية الأساسية والترفيهية والعروض السلعية من مصادر وماركات متنوعة محلية وخارجية لا يدري المواطن هل هي جيدة او غير جيدة  !! لكن معظم الأسر لا تستطع شراء الراشن كل شهر !! بسبب تدني دخلها الشهري والإرتفاع  المتزايد للاسعار الذي يتم  دون حسيب أو رقيب ..  فمتى  تتعادل كفتا الميزان ؟!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


التكتل الذي نريده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد محمود السلاّمي .. الامناء الخميس 17 ابريل 2014م



تعددت الأشكال والهدف المعلن واحد ! وبالضرورة يكون هذا الهدف هو الأساسي حتى تتم تسويق فكرة هذا او ذاك من  القيادات التي تعمل على إبقاء مجدها او إعادته بأي طريقة من الطرق ، وهذا التسويق يرزح تحت مظلة ميكافيلية واضحة المعالم (الغاية تبرر الوسيلة) فمن أجل الوصول إلى مأربهم وطموحاتهم الشخصية يصوروا لنا بان كل ما يفعلوه هو من اجل الهدف الوطني السامي ! باستثناء القليل جداً منهم صادقوا النية الذين  يعملون بتأني وصمت . لعل المواطن المهتم يقرأ في الصحف ويشاهد في  القنوات التلفزيونية بشكل مستمر أخبار عن إشهار هذا التكتل او ذاك التجمع في مشهد ينبئ بمرثون محموم للوصول إلى الكعكة الساخنة والطرية التي يتم إعدادها وفق مقادير دولية متفق عليها . معظم أصاب هذه المكونات او التكتلات ليس لهم هدف إلا الوصول الى الكعكة ! ينامون ويصحون وهم يحلمون بطعم الكعكة بما فيها من مكسرات وفواكه أَتَى بِهَا من مختلف الأسواق الأوروبية والخليجية الفاخرة .. يحلمون بمجدٍ سياسي سريع  عن طريق ترانزيت هذا التكتل او ذاك ! لا يخفى على احد ان أحزاب سياسية كبيرة و متنفذون يقفون وراء هذا المشهد المحموم الواضح المعالم والمفضوح .. فتلك القوى تريد امتلاك عدد من الأوراق كي تلعب بها في موعد التقاسم والحصول على نصيب اكبر من الكعكة ، الشخصيات الجديدة التي ظهرت على السطح والتي ليس لديها اي رصيد أو تجربة سياسية غير تعطشها للوصول إلى المناصب والحكم والجاه وهالة الشهرة المنتظرة .. تلك الشخصيات تتحالف مع اي مكون او حزب أو تشكيل مدني أو ديني أو تجاري لغرض الدعم السياسي والمادي ولا يستبعد أن تقوم باتصالات أخرى تعد في بعض الدول جريمة يعاقب عليها القانون . وللأسف الشديد ان الشخصيات الوطنية الحقيقية  الناكرة لذاتها التي تناضل من اجل إقامة العدل وتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي  لن يلتفت إليها احد او إنها ستحظى باستقطاب ضئيل جداً وهذه هي المشكلة الأساسية  في  إخفاق كل الخطط والوصفات الجاهزة .   لو أن الكل يحملون هاجس الوطن دون اي تبطين أو مواربة لانخرطوا في تكتلات أو مكونات وطنية حقيقية لها برامج وأهداف واضحة التنفيذ مسبقاً  تقنع المواطن   بالانضمام لها مما يحولها إلى تنظيمات وأحزاب كبيرة ومؤثرة لها وزنها على الساحة السياسية ، أول شئ ممكن يقتنع به المواطن هو الوعد او ميثاق الشرف الذي ستلتزم به قيادات ذلك التكتل وهو عدم السعي او الترشح لأي منصب حكومي بل رفضه إذا تطلب الأمر .. وكذا تقديم كشف موثق بالأموال والممتلكات الخاصة التي لديهم وتوضيح مصادرها .. هذا الأمر مهم جداً ويتعلق بالنزاهة ونظافة اليد وصفاء النية هو مطلوب جداً لهذه المرحلة الصحبة التي نعيشها  ، هي الأداة الوحيدة التي ستسكت  الانتهازيين والوصوليين إلى الأبد .  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
أطلقوا رصاصة الرحمة على الجمعيات السكنية 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  ** أحمد محمود السلامي .. نشر في الامناء يوم الاربعاء 9 ابريل 2014م 



من الإبداعات الكبيرة لوزارة الإسكان بعد الذهاب إلى الوحدة عام 1990م هي الجمعيات التعاونية السكنية ، أبدعت لأنها باعت الموظف المغلوب على أمره والذي عاش سنوات طويلة يحلم بسكن يأويه هو وأسرته ويرى أمامه ناس يأتون إلى عدن من كل مكان ويسكنون في الوحدات السكنية الحكومية ويتملكون الأراضي والمزارع والجبل والبحر وهو يطبق عليه النظام والقانون .. في ساعة تجلي وسلطنة مالها حدود في مجالس القات الفخمة في صنعاء ومع صوت المطر المنهمر رقت قلوب المسؤولين مع شاعرية الزمن والمكان حنت قلوبهم على حاجة اسمها المواطن في عدن فتفتقت قرائحهم  وأنتجت شئ اسمه (الجمعيات التعاونية السكنية) وطارت الفكرة وتلقفها الموظف البسيط وطار معها من الفرح .. بيت منفصل وحديقة صغيرة وحوش للسيارة وملاعب للأطفال يااااااه وأخيراً سيتحقق الحلم المنتظر .. وابتدأ المشوار .. ناس طالعة ناس نازلة مخططات استمارات اجتماعات انتخابات اشتراكات حسابات في البنوك وووووو الخ من الجري وراء تحقيق الحلم . أكثر من 22 سنة عجاف وهناك حلقة مفقودة ومهمة جداً في هذا الموضوع برمته  وهو القانون الخاص بالجمعيات التعاونية السكنية ! التي يتم التعامل معها وفق قانون الجمعيات وهو يختص بالجوانب التنظيمية لعمل اي جمعية سوى كانت جمعية خيرية او استهلاكية او سكنية او اي جمعية . لو كانت وزارة الإسكان حينها وحكومة حيدر العطاس جادين في رعاية وإنجاح  الجمعيات التعاونية السكنية لكانوا أصدروا قانون يفصل الجمعيات السكنية عن الجمعيات الأخرى ويحدد مسؤولية الجهات الرسمية في إقامة البُنى التحتية للجمعيات السكنية ، وإدراجها ضمن خطط الدولة والموازنات المالية المعتمدة ويحدد  أيضا مصادر وعمليات تمويل البناء وتحفظ للمستثمرين حقوقهم إن أرادوا الاستثمار في هكذا مشاريع . لكن للأسف هذا لم يتم !! وبقيت على ذلك الحال الى الان . بعض جمعيات استطاعت استصدار عقود شخصية فردية للأعضاء وهذا يعتبر مخالف لو  وجد ذلك القانون لان غالبية الأعضاء باعوا أراضيهم  او تصرفوا بها ولم يبقى فيها إلا أعضاء مجلس الإدارة المحنط الذي عمره ما يقارب ربع قرن وبعض الوزراء والمسؤولين من صنعاء ، والبعض الأخر عندهم عقود جماعية وأيضا تمت فيها عمليات بيع وتصرف شخصي وماخفي كان اعظم. الان  وبعد خروج ثلاثة ارباع الأعضاء من الجمعيات والتصرف بأراضيهم وأكثر من 22 سنة إنتظار ولم يتنفذ اي مشروع  مع تكدس عشرات الملايين من الريالات مع أرباحها  في حسابات الجمعيات في البنوك التجارية وما تبقى من أعضاءها لا يزيد عن خمسين او ستين عضواً فقط  ومع فقدان الجمعيات شرعيتها وتوقف نشاطها تماماَ  وموتها سريرياً .. أما آن الأوان لإطلاق رصاصة الرحمة عليها ؟ في رأينا لابد من حل كل الجمعيات الفاشلة والتي لم تستطع تشييد اي وحدة سكنية خلال الفترة الماضية الطويلة  وتصفية أعمالها وحساباتها عبر جهات قضائية مختصصة وهذا من مهام وزارة الشؤون الاجتماعية بعد إنسحاب 75% من اعضاء الجمعيات العمومية للجمعيات . لا اعتقد ان هناك شخص عاقل لازال متمسكاً بحلم أثبتت السنين استحالة تحقيقه إلا إذا كانت له مصلحة . اذن من المستفيد ومن الخسران ؟ حول هذا الموضوع لنا وقفة اخرى .

ـــــــــــــــ

شريط رقم 48 


   أحمد محمود السلّامي      نشر في الاثنين 7 ابريل 2014م



هذه ليست قصة قصيرة مثل قصة عنبر رقم 6 لأنطون تشيخوف ! او أسم فيلم كفيلم فريد شوقي رصيف نمرة 5 !! لأن شريط رقم 48 (نوع يوماتيك .. كبير الحجم مدته 60 دقيقة) موجود بغلافة ومحتواه في الارشيف الاخباري لقناة عدن الفضائية منذ ثمانينات القرن الماضي .. فيه لقطات عالمية كثيرة جداً بعضها ابيض واسود وبعضها ملوّن ، تحكي عن ممارسات النظام الراسمالي والامبريالي وقمع المظاهرات في كثير من بلدان العالم وحرب فيتنام وكمبوديا واحتلال بنما وجزر الفوكلاند الارجنتينية ، بالاضافة الى سباق التسلح وحرب النجوم ، وبالمقابل ايضاً لقطات عن نشاط حركات التحرر العالمية والدول الاشتراكية ومؤتمرات عدم الإنحياز ومجلس السلم العالمي وغيرها من اللقطات الاخرى في عدة مواضيع مشابهة . تم تجميع محتويات هذا الشريط من مصادر مختلفة .. من الحقائب الفلمية للتبادل الاخباري التي تصل الى التلفزيون  ومن الافلام الوثائقية التي في المكتبة بالاضافة الى بث الاقمار الصناعية الذي كنا نستلمه على فترتين  في اليوم ، كان يتم تجميع هذه المواد بجهد ذاتي من بعض الزملاء في مقدمتهم الزميل الاعلامي المخضرم علي فضل علي العقربي اطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية حيث كان يسهر الليالي لنقل وأرشفة المواد الفلمية الرياضية وبالمرة يوثق لنا ما تيسر من اللقطات المطلوبة  . فكرة تجميع كل هذه اللقطات في شريط واحد أتت من الحاجة اليومية الملحة لاستخدام تلك المواد في  البرامج الاخبارية مثل موضوع الساعة الذي كان يبث شبه يومي و برامج قضايا العصر او احداث دولية  حيث كان الشريط رقم 48  هو المنقذ لنا في عملنا بسبب شحة المواد الفلمية وصعوبة الحصول عليها كنا نكتب المواضيع ونخطف الشريط 48 ونجري الى جهاز المونتاج لاخيار اللقطات وإتمام عملية المونتاج . اليوم ومع تقدم تقنية الاتصالات والثورة الرقمية التي احدثت طفرة في عالم الاعلام لاسيما التلفزيون المعلومات هي التي تبحث عنك وتحاصرك في كل مكان .. معلومات في كل شئ وعن كل شئ .. تنتقل اليك وانت مسترخي في منزلك بكل سهولة ويسر . معظم شبابنا اليوم لا يستفيد استفادة قصوى من هذا التدفق الهائل للمعلومات بشتى صورها وصيغها بل يحصر نفسه في قالب معين لا يحقق له تراكم معرفي يشكل اساس مهم للمبدع المتفوق الذي يستطيع ان يبتكر الجديد في عمله ونشاطه خاصةً وان عجلة تطور تكنولوجيا المعلومات تدور بسرعة هائلة في تسابق لم يشهد له العالم مثيل من قبل . فمثلاً شريط رقم 48 الذي لم يستخدم منذ ربع قرن اصبح جزء من ذكرياتنا .. كما ان  ما نستخدمة اليوم من تقنية ستكون بعد  اقل من نصف المدة تقنية متخلقة بعد ان تتحرر اجهزة الاتصالات من الكابلات والاقمار الصناعية والوسائل التقليدية الاخرى .

غَـيْضٌ مــن فَـيْض 
ــــــــــــــــــــ

  ** أحمد محمود السلّامي .. نشر في صحيفة الامناء الاثنين 31 مارس 2014م


  * لا ادري بماذا اصف شاب في مقتبل العمر  يقول انه يتعذب عندما يسمع الأغاني أو الموسيقى ايٍ كانت ، له كل الحرية بان لا يســمع هذا أو يسمع ذاك ،فهذه قناعته الشخصية مهما كانت أسبابها  ولكن أن تتحول هذه إلى ظاهرة غريبة على مجتمعنا يراد منها  الوصول إلى العفة وإقناع الآخرين بمستوى الأخلاق الحميدة فهذه مشكلة  كبرى .. مثلها مثل الإسراف في سماع الموسيقى والأغاني والادعية بالاستخدام الفج والمفرط لمكبرات الصوت في السيارات او عربيات البائعين أو أماكن بيع العسل التي تروّج  لمنتجاتها المغشوشة ومنشطات الفحولة وتطويل الشعر وعلاج البواسير .. تناقض واضح .. نرفض الاستمتاع والتذوق للموسيقى بل يصل بنا الحال إلى العذاب منها ونستخدم في كل  دقيقة في حياتنا أشياء من صنع وإنتاج غير المسلمين عبر تجارة واستثمارات مبنية اساساً على القروض والمرابحات البنكية ابتداءً من  إبرة الخياطة ومروراً بقماش الكفن والكافور والأعشاب والمقويات الجنسية وحبوب الهلوسة إلى أن نصل إلى الحاسوب والسيارة والطائرة ، كلها منتجات أجنبية تماماً .. إن وجدت صناعات عربية هنا أو هناك سنجد إنها بخبرة وإشراف أجنبي .. أو تقليد سيئ  لمنتج عالمي . ماذا نعمل نحن !! غير الاستهلاك والتعاطي الأعمى والسطحي لكل ما يصل إلينا من سلع يتفنن أصحابها لتلبية حاجاتنا بعد قيامهم بدراسات متخصصة لنفسية المواطن الغلبان الحيران بين الجنة والنار الذي يكابد الحياة ويعيش حالات من العوز والفاقة يضطر معها إلى مواكبة كل  الأطروحات والبدع الجديدة التي لو ان أصحابها سخّروا  مهاراتهم الخارقة في تطوير الحِرف الصناعية او الزراعية لكان حالنا أفضل من ما هو عليه الان . المطلوب من شبابنا تنمية عقولهم ومداركهم وعدم القبول أو الرفض لأي فكرة  أو مشروع إلا بعد التفكير العميق وتكوين رأي أو موقف مبني على المنطق السليم , ولاجل ننفتح على العالم فلابد ان نسمع ونقرأ و نتعاط مع الأفضل والأنفع مما يصلنا من الإنتاج الثقافي والفني والإنساني مثلما نستهلك السلع الاستهلاكية الهائلة التي تعج بها الأسواق . كان العرب والمسلمون قبل أكثر من ألف سنة روّاد في العلوم والفلك والفن والطب والفلسفة وكانت العاصمة الإسلامية بغداد  مدينة العلم الأولى في العالم  ، ولكن !! انهار كل شئ وأُحرقت الكتب والمؤلفات العلمية وهرب العلماء إلى اوروبا وبعض الدول  بعد ان صدرت فتاوى تصف الاشتغال بالعلم بأنه " رجسٌ من عمل الشيطان" .. إننا وعلى مدى ألف عام لم نستوعب الدرس لازلنا نفكر  بنفس العقلية بل أن التخلف (عن العلم )أصبح عندنا ثقافة وإبداع ونظريات وتجارة وربح وخسارة ، تحول الانسان الى كائن بيولوجي بحت يأكل وينام ويتناسل وقُضي على كل شئ له علاقة بالوجدان ، اصبح الفن منكراً  والتذوق الجمالي الراقي رذيلة !!! 
ـــــــــــــــــــ

شئٌ من عِبر الماضي ...

لماذا حبس الرئيس سالمين عميد كلية عدن ؟

  ** أحمد محمود السلّامي .. صحيفة الامناء الخميس 27 مارس 2014م




عام 1973م اقدمت حكومة الثورة (كما كان يطلق عليها) على حزمة من الاجراءات في إطار العملية التعليمية والتربوية منها استحداث الدائرة السياسية في ديوان الوزارة والنواب السياسين في ادارات التربية والتعليم وكافة المدارس الاعدادية والثانوية في الجمهورية لغرض الاشراف وتوجية التوعية والنشاط السياسي بين اوساط الطلاب جنباً إلى جنب مع المنظمات القاعدية الحزبية والشبابية والاتحاد الوطني للطلبة ، لمواجهة تغلغل نشاط التيارات الحزبية المحظورة والمعادية للفكر التقدمي الذي انتهجه التنظيم الحاكم . كما اُدخلت مادة التربية العسكرية الإلزامية لطلاب المدارس الثانوية بمعدل حصتين كل اسبوع تُنفذ في ميادين المدارس على يد ضباط من الجيش وخريجين من الكليات العسكرية العربية . واهم تلك الاجراءات كان تعيين عمداء الكليات (المدارس الثانوية) من قضاة المحاكم والقانونيين وذلك لتثبيت قواعد الضبط والربط ومنع التسيب فيها ، في اعتقادي ان هذه العملية كان لها رد فعل عكسي قوض العملية التعليمية برمتها ، والدليل على ذلك هو فشل كل هذه الاجراءات بعد عدة سنوات وإعادة القضاة و القانونيين إلى اعمالهم . تم ايضاً تغيير اسم كلية عدن إلى ثانوية عبود وكنتُ حينها طالباً في الثاني ثانوي ، حيث تأثرتُ انا وزملائي كثيرأُ من جراء تغيير اسم كليتنا (كلية عدن) لما لهذا الاسم من شموخ ومكانة لا تضاهيها مكانة في عدن حيث نتفاخر باننا طلبة في كلية عدن . وكان من نصيب (كُليتنا) ثانوية عبود ان يكون عميدها مستشار قانونياً لاحدى الوزارات المهمة شاب عدني خريج حقوق من جامعة الصداقة في موسكو مفعم بالحيوية والنشاط كان يتعامل معنا بكل لطف ورقي ويدعم نشاطاتنا في اللجنة الطلابية ، في الفصل الدراسي التالي لاحظ العميد تدني مستوى التغذية لطلاب القسم الداخلي للثانوية ونتيجة لإنعدام توفر اي مورد لتحسين الغذاء فكر في زراعة بعض الخضار في حرم الكلية لرفد مطبخ القسم .. وقد اطلعنا العميد على فكرته الممتازة هذه لكننا لم نؤيدهُ على اختياره لموقع المزرعة الصغيرة ، فهو نوى قطع الاشجار الباسقة التي في الفناء الامامي للمبنى التي يتجاوز عمرها العشرين عام ... حيث قلنا له ان الارض التي فيها اشجار كبيرة يستحيل زراعة المحاصيل فيها ، واقترحنا عليه مكاناً آخر افضل . في ذات خميس نفذ العميد الشاب المتحمس فكرته وقطع جزء كبير من الاشجار . وفي المساء وبينما كانت ( جواري الجمال) المحملة بالأشجار تخرج من بوابة مبنى كلية عدن كان الرئيس سالمين عائداً من م/ الثانية (لحج) فلمح القافلة واستوقفها وبعد سؤال العمال امرهم التوجه إلى شرطة دار سعد وانزال الحمولة هناك ، ودخل بسيارته إلى القسم الداخلي وسأل الطلبة : مَنْ قطع الاشجار ؟ وعرف انهُ العميد واسمه فلان .. توجه إلى قسم شرطة دار سعد وأمر قائد القسم بإحضاره وإداعه الحجز على ان لا يطلق سراحه إلا بامره شخصياً . نفذ الرقيب فريد امر الرئيس سالمين دون تردد . صباح السبت تجمع الطلاب في فناء الكلية العاري وكثر الحديث عن الواقعة واختلفت آرائهم بين مصدّق ومكذّب وساخر . وتم الطابور بحضور نائب العميد وهئية التدريس وتوجهنا إلى الصفوف . خلال الاستراحة الاولى وصلت إلى الكلية سيارة مرسيدس 200 سوداء اللون خرج منها رئيس الوزراء علي ناصر محمد مع اثنين من الحرس فقط وكان ايضاً وزيراً للتربية والتعليم وتوجه إلى مكتب العميد بحضور النائب السياسي وسكرتير المنظمة القاعدية ونحن في اللجنة الطلابية وبعد حديث قصير إتصل بقائد شرطة دارسعد .. عرفنا من خلال حديثه ان فريد ابلغه انه لا يستطيع اطلاق سراحه إلا بأمر من الرئيس ، فاختتم علي ناصر حديثه بالجملة التالية : ( جيبهُ على مسؤليتي انا بتفاهم مع الاخ الرئيس ) .. دقائق وحضر فريد مع عميدنا تعيس الحظ وكان في حالة لايحسد عليها ولكنه كان قوياً ومتماسكاً وقال انه استفاد من الحجز فمنذ الصباح هو يراقب الطلبة من نافذة الشرطة ورأى مالا يراه يومياً من مكتبه وبالذات السور الذي بالقرب من قسم الشرطة واراد بذكاء ان يضع نفسه في وضع المهاجم لا المدافع . عاد العميد إلى منزله وباشر عمله في اليوم التالي وفشل مشرع تحسين التغذية وذهبت الاشجار ضحية ولكنها انقذت وأفدت اشجار المدن بموتها ! فبعد اقل من اسبوعين اصدر الرئيس سالمين قانوناً يمنع ويجرم قطع الاشجار العامة في المدن . وبينما كان نصيب عميدنا الحجز كان نصيب القاضي الشاب عميد احدى ثانويات البنات في م/ الاولى (عدن) ان تزوجَ واحدة من طالباته .. كما حذا حذوه الشاب(ع) مُدرس التربية العسكرية في نفس المدرسة .
......................


الكرسي اللعين وساحة العروض

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


      ** أحمد محمود السلامي .. الامناء الخميس 27 فبراير 2014م



ان تكن ديمقراطياً يجب عليك ان تؤمن بحرية الاخرين في التعبير عن ارأهم ومعتقداتهم ومواقفهم بإعتبار ان حرية الرأي هي احد اهم الحقوق الإنسانية  على وجه الارض  ومقدمة لبقية الحريات ومرتبطة بها ومتضامنة معها، وإنتهاك احدها يعتبر انتهاكا لها جميعاً . مهما كان حجم الإختلاف في المواقف والقناعات لايجوز مصادرة حرية الرأي أو قمعها بأي شكل من الأشكال . إن الاجراءات القمعية والتعسفية التي قامت بها إدارة محافظة عدن ضد ابناء الجنوب الذين توافدوا صوب مدينة خور مكسر بصدور عارية لإقامة فعالية جماهيرية للتعبير عن موقفهم الموحد والمطالبة بالاستقلال والحرية تبر(الاجراءات) إنتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان ومصادرة حقه في الحرية المتمثل بالمطالبة بالاستقلال .. ناهيك عن الاستخدام المفرط للقوة والقمع ضد أُناس عُزل لايحملون إلا يافطاتهم واعلامهم وحناجرهم المدوية. لماذا تخاف إدارة عدن  من تلك الحناجر وتتفنن في منعها وقمعها بمختلف انواح الاسلحة والآليات العسكرية وتنشر الرعب في المدينة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً .  لماذا لا توجه هذه القوة المفرطة لفرض الامن وإحلال السكينة ومنع العمليات الإرهابية والجرائم وتجفيف منابع الفوضى والتهريب والتعدي على حقوق الغير ؟. كيف نستطيع ان نفهم هذا التصرف .. ضربٌ بيد من حديد وقمعٌ لفعالية جماهيرية وغظ النظر والسكوتُ عن تدهور الاوضاع الامنية والبيئية والدراسية !! هل دور إدارة المحافظة هو المنع والضرب  والقمع  فقط ؟ اليس هذه صفات الادارات والانظمة الديكتاتورية . اسئلة كثيرة عليكم الإجابة عليها ايها المتنطعون بالديمقراطية يا من تحكمون بالحديد والنار .. وتصادرون الحقوق والحريات من أجل الكرسي اللعيـن وتستبيحون المحظورات من اجله وتصلون وتسبّحون صباحاً ومساءً من اجله . اعلم ايها الكرسي اللعين ان سر إنتصار الشعوب هو الصمود والتضحيات الكبيرة ، انهم يكرهون الكرسي ويحبون الفجر المبتسم .. (وطني .. لا لــن يموت ولا تُباع أراضيه لأوهام المجــــانين).
........................