Powered By Blogger

الأحد، 18 سبتمبر 2016

  عدن الغد / الاثنين 19 سبتمبر 2016م   

        عدن .. مدينة منكوبة !       

أحمد محمود السلامي

اُبتليت مدينة عدن منذ أكثر من نصف قرن بالصراعات السياسية التي هي في الأساس صراعات متخلفة للوصول إلى كراسي الحكم ، مغلفة بكثير من الشعارات الخرقاء التي لم ينفذ منها ولا حتى حرف واحد .
عدن كما كانت مركزاً اقتصادياً عالمياً هاماً كانت ايضاً مركز إشعاع ثقافي وتنويري يضم كل الأجناس والطوائف والأعراق التي تعايشت في أمان وسلام مقتنعة أن هذه المدينة ليست ملك لأحد في ظل سيادة النظام والقانون ! إنها مدينة كونية حباها الله بموقع جغرافي متميز وفريد ذاع صيتهُ في كلِ بقاع العالم .
عدن اليوم مدينة منكوبة ! لأنها تدريجياً تفقد مقومات الحياة المدنية .. عدن تئنُ تحت وطأت الإهمال وغياب الدور الحقيقي للسلطات من منظور أن عدن تحتاج قبل كل شيء إلى إدارة حيوية تعمل على حل أزمات الخدمات الضرورية (شرطة ، قضاء ، كهرباء ، مياه ، نظافة ، صحة ... ) التي تتقدم خطة وتتراجع خطوتين أو أكثر !
عدن منكوبة لأنها تعاني أزمة أخلاق أفقدتها كل شيء جميل كان مصدر إلهام للعشق والفن والحياة  ، أزمة أخلاق فتحت أفواه الجميع لابتلاع ما تبقى من القيم الإنسانية لهوية هذه المدينة المسالمة .
اليوم مطلوب مننا جميعاً (خاصة  الذين يتغنون بحب عدن ليلاً ونهاراً) أن نترك الخوض في السياسة وأدواتها وشطحاتها المقيتة ، ونكبح الهرولة إلى المجهول ونلتفتُ إلى ما هو أهم من الأوهام السياسية والإجراءات الحالمة التي تتشكل من خلالها الزعامات الكرتونية المؤقتة .. نلتفتُ إلى حال المواطن وحياته اليومية المتدهورة ، ونتعاون لإيجاد حلول رسمية ومجتمعية صحيحة و مدروسة تؤسس لعهد جديد لا يسمح بحدوث نكبات وأزمات جديدة في المستقبل ، عهدٌ يُعلا  فيه شأن المواطن .. لا شأن الحاكم ، مهما كان  .
الرابط:
http://adenghd.net/news/220952/#.V9-CDogrLMw





الجمعة، 2 سبتمبر 2016

عدن تايم الجمعة 2 سبتمبر 2016م  

                حق ابن هادي !            

  احمد محمود السلامي  

في الجنوب كان يطلق على الرشوة عبارة ساخرة : (حق ابن هادي) وكانت الرشوة محدودة جدا جدا في بعض المرافق التي تتعامل مع الناس بشكل مباشر ولكنها لم تصل إلى أدنى مستويات الظاهرة الاجتماعية الساحقة الماحقة كما هو حاصل الآن ، بسبب صرامة تنفيذ القوانين والأحكام ضد من يثبت تورطه في قضية رشوة أو تزوير أو سرقة ممتلكات مؤسسات الدولة حتى وإن صغر حجمها كانت تعد جريمة لا تغتفر .. كثير منا يذكر قصة عسكري التموين الذي اخذ صفيحة سمن (تنكة) من احدى معسكرات القوات المسلحة في الجنوب وضُبط وتم إعدامه بعد محاكمة عسكرية بتهمة الخيانة العظمى .. اما خلال الـ 26 سنة الماضية  أسلحة الجيش ومستلزماته وأغذيته تباع  في المحلات وعلى الأرصفة دون اي خوف بل أن بعض قادة الجيش تحولوا إلى تجار ومقاولين وفاسدين من الدرجة الأولى ! لم يبدأوا بصفيحة سمن مثل صاحبنا (الله يرحمه) بل بدأوا بما هو أغلى وأثقل وأكبر مما نتصور .
 عبارة "حق ابن هادي" شاعت في الجنوب عندما ذكرها الشاعر البردوني في قصيدته التي ألقاها في إحدى أمسياته الشعرية  في عدن  بعنوان  "إلا أنا وبلادي " حيث قال : أو لأنّي زعمت أن لديهم        لي حقوقاً ، من قبل حق (ابن هادي) .. ولما سألوه .. من يكون ابن هادي ؟ ضحك ضحكته المميزة وحكى لهم إن وفد انجليزي أراد المرور من الحديدة إلى صنعاء للقاء الإمام فرفض هادي شيخ القبيلة السماح لهم ولم يقبل الرشوة منهم .. فدلهم احدهم إلى ابن الشيخ هادي الذي قبل الرشوة وسمح لهم بالمرور ! وهكذا كنيت الرشوة بهذا الاسم الذي تم تجاوزه بجدارة .
عام تسعين هرولوا الجنوبيون إلى صنعاء وهناك وجدوا فيض الغمامة وكل شيء حسن من منازل وقصور ومناصب ومال وفير وألقاب لا تعد ولا تحصى ، وكان عليهم اولاً الانخراط في أكاديمية الفساد لتعلّم نظرياته وفنونه وتطبيقاته ومعظمهم تخرج بامتياز من مرتبة بلا شرف  ، واستطاعوا ان يتجاوزوا حق ابن هادي هم وإخوتهم الشماليين المخضرمين ، تلك الأكاديمية العتيقة هي سبب دوامة الويلات والحروب التي تمر بها اليمن حتى الان .
كثير من الناس الشرفاء والعقلاء يشعرون أن المستقبل لن يكون طيباً في ظل تصارع مخرجات أكاديمية الفساد على السلطة ـ كل الأطراف  تحت مشاريع مغلفة بورق السلوفان كتبت عليها شعارات رنانة لمغالطة الشعب المنهك الفقير المغلوب على أمره ، فوطنٌ يتحكم فيه الفاسدون لن يتعافى ابداً .
الرابط :  http://www.aden-tm.net/RDetails.aspx?artid=1114