عدن الغد الجمعة 31/3/2017م
o لكل مكان نَامُوس !
بقلم : أحمد محمود السلامي
خلال الأسبوع الماضي ، ذهبت إلى المعلا ، كي احلق شعر راسي في احد صالونات الشارع
الرئيسي .. عند باب الصالون شاهدت جمهرة عساكر وسيارات حراسة وحالة من التأهب ، وصلت
إلى الباب الزجاجي وهناك منعني احد العساكر الشباب من الدخول ، قلت له : ليش ؟ رد عليّ
بحزم : يا والد ارجع إلى الخلف .. وكرر : ممنوع
الدخول تحرك .
وبينما كنت أستدير لأذهب بعيداً ـ تنفيذا
للأوامر ـ لمحت شخص يجلس على كرسي الحلاق وعلى وجهه كريم ابيض أو كما يسموه هنا الشباب
"صنفرة" ، عسكر مدججين بالسلاح ايضاً
كانوا بالداخل يحرسوه .
وقفت انتظر بعيداً أكثر من نصف ساعة شعرت
في بدايتها بالغضب الشديد والسخط وسرعان ما غصت في بحر التأمل والتفكير بالمستقبل وماذا
يخبئ لنا .. فجأة دبت حركة و قرقعت سلاح !
خرج ذلك الشخص ووجه يلمعُ ويشعُ بهاءاً وكأنه عريس في يوم زفافه ، ركب سيارته والحراسة تحيط به وانطلق موكبه بعيدا .. دخلت الصالون
مع مجموعة من المواطنين البسطاء و لما جلست على الكرسي سألت الحلاق : ليش ذي الزحمة
كلها ؟ رد عليّ : " ده كل مرة لما ييجي يبوز لنا المحل " .
معظمنا يتعرض لمواقف مشابهه كل يوم تنغص
علينا حريتنا .. مثل صديقي الذي حضر عرس (مقيل) في قاعة مطوقة بالحراسات والأطقم ،
وعند الدخول فتشوه تفتيش دقيق ، لما سألهم لماذا ؟ ردوا عليه إن شخصية مهمة في الداخل
! بعض المدعوين كبار السن رفضوا التفتيش بل اعتبروه إهانة لهم ، وعادوا إلى بيوتهم .
طبعا من حق كل مسئول أن يذهب إلى الأماكن
التي يريدها سواء كانت محلات أو مطاعم أو أماكن عامة أو خاصة ، لكن ليس على حساب حرية
المواطن وحركته ، على المسئول أن يدفع ضريبة المنصب وهي تقييد الحركة والظهور في الأماكن
العامة ، وأن يبحث له عن بدائل تتناسب مع وضعه ولا تستفز المواطن وتسلبه حريته حتى ولو لنصف ساعة ، أو انه يتقيد بناموس
المكان بكل هدوء .
http://www.aden-tm.net/RDetails.aspx?artid=1743