Powered By Blogger

السبت، 8 نوفمبر 2014

صحيفة الأمناء الصادرة الخميس 6نوفمبر 2014م

                   ماذا بعد الزخم الجنوبي ؟!!
أحمد محمود السلّامي
  

لا يختلف التعريفان العلمي و اللُغوي حول معنى كلمة (الزخم) فكلاهما يُعرفها بأنها تتعلق بالحركة والدفع ، لكن التعريف العلمي هو الأدق لهذه الكلمة حيث يقول بأنها حاصل ضرب كتلة الجسم في سرعته ! والزخم لا ينتج إلا بوجود أجسام وسرعة لها قياساتها الخاصة في شتى العمليات الفيزيائية التي تحتاج إلى كميات من الحراك في الدفع والخفض .. ايضاً حركة الناس وسرعتها يطلق عليها زخم مع صفات متعددة ، ثوري ، شعبي ، شبابي ...الخ ما يعتمل الآن في ساحة الاعتصام بخور مكسر بعدن هو زخم كبير يجسد التجاوب الشعبي ، ويعد تطورا منهجياً في مسار الحراك الجنوبي السلمي ، من حيث تجاوز حدود الرفض السياسي إلى الفعل الشعبي والإصرار على استعادة الوطن المسلوب والمُلحق . لكن هذا الزخم الجنوبي الغير مسبوق إلى أين يتجه ؟! هل لديه إستراتيجية فاعلة ستتكلل بالنجاح في نهاية المطاف ؟ أم انه يتأهب وبالاعتماد على فرضية الانهيار الكلي القادم للنظام في صنعاء من ثم يستعيد دولة 21مايو 194م التي عاشت شهر ونصف ؟ هذا رهان قد لا يجاهر به البعض ويخفيه ولكنه موجود وبقوة وهو الأبرز من بين كل الرهانات والحسابات والتي أتمنى أن لا تكون خاسرة .. عام 2011م عندما كان نظام علي عبدالله صالح قاب قوسين أو أدنى من السقوط ، اعتبر الكثير من الجنوبيين أن الوقت قد حان وان الفرصة مواتية لاستعادة الدولة وسرّعوا من وتيرة نضالهم السلمي لتحقيق الهدف ولم يعملوا حساب لمن اندس بينهم في الساحات من عسس النظام والجماعات المتطرفة والعناصر المأجورة الذين ارتكبوا الكثير من الأعمال الفوضوية التي أضرت بسمعة الجنوبيين ونضالهم السلمي ، واكب ذلك تعافي جزئي للنظام و انتقال السلطة إلى أيدي آمنة كما قالوا ، ولا ندري إلى الآن من هي آمنة !! اليوم يتكرر نفس المشهد مع بأسلوب أخر ، يُتعقد أن آمنة وصلت إلى طريق مسدود وان السلطة ستسقط من بين يديها و تتشظى وهذا يمكننا من استعادة حقنا .. هذا يعني إننا لا نمتلك رؤية إستراتيجية واضحة لاستمرارية الفعل الشعبي وتصعيده بأساليب سلمية خلاقة ومبدعة .. اعتقدُ ان هذا شيئاً طبيعياً في ظل تشتت الرُؤًى وتعدد المكونات وتقاطع المصالح ، كل يوم نسمع عن ظهور مكونات وهيئات ولجان بمسميات وصفات لا تعد ولا تحصى ويتم تجريبها وتذوب في إرهاصات الفعل اليومي وتأتي غيرها وهكذا .. المطلوب الآن وقبل كل شئ أن نصمد وان لا ننتظر مؤشر بوصلة صنعاء أو مساندة الأشقاء العرب الخجولة التي تحركها مصالحهم ، بل علينا مواصلة الاعتصام والثبات في الساحات والتيقظ من المبهم والمؤامرات والدسائس وحملة المشاريع الانتهازية الضيقة ، علينا تنظيم أنفسنا
ورص صفوفنا وخدمة قضيتنا كلٍ في تخصصه .. لو استطاع هذا الزخم الشعبي الكبير والرائع أن ينتج بل يصنع تلاحم قيقي لكل المكونات والأطياف الجنوبية نكون قد حققنا القوة الذاتية وسيصبح نصرنا مؤزراً ووشيكاً ولن تقرر مصيرنا بوصلة الأيدي الآمنة .. أو غير الآمنة .
رابط المقال : http://www.alomanaa.net/art17346.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

صحيفة الامناء الاربعاء 29 اكتوبر 2014م

                            مهنة المصائب             

أحمد محمود السلّامي




تشكل الأحداث بمختلف أنواعها مادة خامة لعمل الصحفي باعتبار إن الخبر هو المادة الأساسية في الفنون الصحفية المطبوعة ، وعندما تكون هناك أحداث كبيرة أو توتر في منطقة ما ينشط الصحفي ويصنع الأخبار والتقارير ويحلل ويتكهن وووو الخ مع علمه أن هذه الأحداث فيها الكثير من المصائب لأشخاص أو مجاميع كبيرة من الناس ، وفي سبيل نقل الأخبار والحقائق يمكن للصحفي أن يلقى حتفه وتحلُ على أهله وذويه المصيبة ويصبح هو خبر تتناقله وسائل صحفية كثيرة ، وعندما تنتهي السخونة والتوتر ويحل السلام يصاب الكثير من الصحفيين بحالة من الركود والكساد الصحفي لعدم توفر المواد الأساسية لتحرير الأخبار المثيرة كما هو حال معظم الصحُف ووسائل الإعلام .. اليوم بعدما تغير المشهد السياسي العام برمته وانزاحت عنه أقطاب كبيرة كان لها تأثير كبير في اللعبة السياسية لما لها من نفوذ عسكري وديني وقبلي وكان نشاطها وتحركاتها محمومة تشكل مادة دسمة للصحفيين لتناولها بكل سهولة ويسر ! وعندما سقطت صنعاء ومناطق أخرى سريعاً بيد الحوثيين وقف الجميع مذهولاً لا يدري ماذا يكتب أو من اين ينقل الأخبار! كل مصادر تسريب المعلومات القديمة والتقليدية اختفت وتوارت خلف الأبواب المغلقة ، حتى الإعلام الرسمي ظل مشدوهاً ومسمرا في مكانه حتى صمتت معظم وسائله لعدة أيام . معظم الصحف لازالت إلى الآن غير قادرة على التعاطي مع هذا التغيير الدراماتيكي الجديد والمفاجئ للأحداث فهي عوّدت نفسها على نشر الأخبار والعناوين المثيرة ولم ترسم لها سياسة مهنية حكيمة تجنبها التأثيرات السلبية للسياسة المحلية التي لا تعرف لها بوصلة . عدد قليل من الصحف شكلوا القدوة الحسنة مهنياً في عالم الصحافة المحلية ، وهذا يعني أن عدد من الصحف ستترك بلاط السلطة الرابعة في حالة حدوث تغييرات مجتمعية وسياسية جذرية وعميقة تحتاج إلى قدرات مهنية كبيرة لمواكبتها. صحف القدوة الحسنة لها إدارات كفوءة ترسم لها سياسات راقية ومحترفة وتدير عملها الصحفي باقتدار ولا تكتفي بنشر الأخبار فقط وإنما تجتهد في نقل الكثير من مشاكل ومعاناة الناس في عدن ومناطق الجنوب عبر التحقيقات الصحفية الميدانية لغرض توصيل رسائل إلى المجتمع الدولي .. وفي ظل وجود القدوة الحسنة يوجد ايضاً من يسمون أنفسهم صحفيين أو إعلاميين ( ؟ ) وهم المنافقون الوصوليون الذين يلهثون وراء المال والمناصب والشهرة عبر وسائل غير مشروعة يرون فيها اقرب الطرق إلى تحقيق طموحاتهم الانتهازية !! ، تراهم اليوم في الساحات مع المناضلين الحقيقيين وغداً ينتقلون إلى أبواب الوزراء والمسئولين لهثاً وراء المناصب التي لا يستحقونها ولا تنطبق عليهم شروطها . في عالم الصحافة والإعلام الطموح المهني لا حدود له وإمكانية تحقيق ذلك الطموح تحتاج إلى عوامل عدة منها الموهبة والقدرة على الإبداع والثقافة الواسعة بالإضافة إلى حب المهنة والإخلاص لها .
ــــــــــ