ديدن الماضـــي واشراقة المســــــتقبل
ــــ.ــــ.ــــ.ــــ.ــــ.ــــ.ــــ
أحمد محمود السلامي .....صحيفة الامناء الخميس 20 فبراير 2014م
كثيرون منا يستدعي الماضي في حياته بشكل مفرط ولا متعللاً بان الحاضر سئ والمستقبل مجهول فلم يتبقى غير الماضي يجتره كما يجتر البعير طعامه من جوفه .. عملية العودة الى الماضي تتم من خلال الرجوع لوقائع سابقة للاستدلال بها لتدعيم قناعته ومواقفه الحالية التي لا تقبل التراجع او الحوار حول المستقبل ، فيغدو بوقاً لاراء ومواقف تنسف آمال هذه الأمة وتعيق مسيرتها نحو المستقبل المشرق . لوعة الاشتياق الى الماضي يجب ان تكون رحلة للبحث والاستقصاء في السجلات السياسية لإستخلاص العبر والحقائق والرجوع الى المنطق بعيداً عن التخوين والتشنج في المواقف فلابد من إرساء قيم جديدة تعيننا على التعايش السلمي والقبول بالآخر حتى نستطيع ان نعمل سوية ونحقق طموحاتنا المستقبلية المشتركة . التعايش السلمي يتطلب منا الانخراط الكامل في الحياة المدنية والبعد كل البعد عن التعصب والمواقف السياسية النرجسية التي كانت سبباً رئيسياً في المصائب التي حلت وستحلُ بالأمة اذا لم نخرج من شرنقة الانانية والمصالح والمنافع الذاتية التي اغدق الماضي بها على البعضٍ القليلٍ منا . لماذا لا ناخذ من الماضي ما عم ولم يخص ! مثلاً : الفن الجميل الراقي الذي لايمكن لبعير ان يجتره كما يجتر طاعمه بإعتبار ان الفن هو مرحلة متقدمة من تطور العقل البشري .. الفن والثقافة ومناهل العلم وقيم الاخاء والحب والتعاون المجتمعي والتفاؤل بالمستقبل ، كل هذه المفاهيل كانت بقع ضوء كبيرة في ماضينا البسيط لماذا لا نغلبها على ما نعانيه من المآسي والويلات ودماء الابرياء الطاهرة التي تسفك كل يوم . المستفيدون الوحيدون هم طغاة و ربابنة الامس ، يلبسون اليوم ثياب العفة والنقاء والشرف ، يصورون انفسهم بالمنقذين والفرسان الذين لا يشق لهم غبار يدغدغون مشاعر البسطاء بالحديث عن عودة نعيم والعيش الرغيد بل انهم ينشرون اليأس والاحباط تجاه اشراقات المستقبل كلما لاحت في الافق. إن هؤلاء لا يحبون اوطانهم ولكنهم يحبون النعيم الذى عاشوه عندما حرم الآخرون منه .
.....................................
.....................................